قال [يعني: أحمد بن الفرات]: وحدثناه أبو عامر [العقدي، عبد الملك بن عمرو: ثقة]: ثنا سفيان [يعني: الثوري]، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ بنحوه.
قلت: لعل أبا نعيم أراد المعنى، يعني: أن الثوري رواه عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي ﷺ جمع بين الحج والعمرة. حسب. فإن كان كذلك؛ فهو صحيح غريب.
فقد رواه يحيى بن سعيد القطان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعبد الله بن نمير، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، وسفيان بن عيينة، وغيرهم:
عن عبيد الله بن عمر العمري: حدثني نافع؛ أن عبد الله بن عبد الله وسالم بن عبد الله كُلَّما عبد الله حين نزل الحجاج لقتال ابن الزبير، قالا: لا يضرُّك أن لا تحجَّ العام، فإنا نخشى أن يكون بين الناس قتال، يُحال بينك وبين البيت، قال: فإن حيل بيني وبينه فعلت كما فعل رسول الله ﷺ وأنا معه، حين حالت كفار قريش بينه وبين البيت، أشهدكم أني قد أوجبت عمرة، … فذكروا الحديث والسياق من فعل ابن عمر، وقوله، في بيان صفة حجه حين قرن بين العمرة والحج، وفي آخره قال: هكذا صنع رسول الله ﷺ.
وكذلك رواه الليث بن سعد، وموسى بن عقبة، وأيوب بن موسى، وإسماعيل بن أمية، وابن أبي رواد: رووه عن نافع عن ابن عمر فعله، ثم قالوا في آخره: قال: هكذا صنع رسول الله ﷺ.
وفي رواية أبي أسامة حماد بن أسامة عن عبيد الله: وكان يقول [يعني: ابن عمر]: من جمع العمرة والحج فأهل بهما جميعاً؛ فلا يحلّ حتى يحلّ منهما جميعاً يوم النحر. وفي رواية عبد الله بن نمير عن عبيد الله: وكان يقول [يعني: ابن عمر]: من جمع بين الحج والعمرة كفاه طواف واحد، ولم يحل حتى يحل منهما جميعاً. والله أعلم.
• ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر [العدني، نزيل مكة: حافظ، صدوق، مصنف]: حدثنا هشام بن سليمان، عن ابن جريج، قال: حدثني موسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر، عن نافع؛ أن ابن عمر أراد الحج زمن الحجاج مع ابن الزبير، فقيل له: إن الناس كائن بينهم، وأنا أخاف أن يصدُّوك، فقال: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، إذاً نصنع كما صنع رسول الله ﷺ، أشهدكم أني قد أوجبت عمرة.
أخرجه أبو عوانة في مستخرجه على مسلم (١٠/ ١٤ - ٣٨٤٤/ ١٧). [الإتحاف (٩/ ١١٣٧٦/ ٣٤٧)].
قلت: وهذا حديث صحيح، وهو طرف من حديث ابن عمر.
هشام بن سليمان بن عكرمة بن خالد المخزومي المكي: قال أبو حاتم: «مضطرب الحديث، ومحله الصدق، ما أرى به بأساً»، وقال العقيلي:«في حديثه عن غير ابن جريج وهم»، لم يخرج له مسلم إلا من روايته عن ابن جريج، وعلق له البخاري موضعاً عن