الحربي في الثاني من حديثه (٤٠)، وابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (٢٩٦). [التحفة (٥/ ٤٦٤/ ٧٨٩٧)، الإتحاف (٩/ ١٠٨٥٩/ ١٩٠)، المسند المصنف (٨٣/ ١٥/ ٧١٥٥)].
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث الثوري إلا من حديث يحيى بن اليمان. وروي عن نافع؛ أن ابن عمر اشترى هديه من قديد. وهذا أصح».
وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عبيد الله إلا الثوري، ولا رواه عن الثوري إلا يحيى بن يمان».
وسأل ابن أبي حاتم أبا زرعة عن هذا الحديث، فقال: «إنما هو: عن ابن عمر، موقوف؛ والوهم من يحيى بن يمان [علل ابن أبي حاتم (٧٩٧)].
وقال ابن صاعد: «هذا حديث وهم فيه يحيى بن يمان لما رفعه إلى النبي ﷺ، وإنما يروى: أن ابن عمر فعل ذلك لما جمع بين الحج والعمرة» [علل الدارقطني].
وقال الطبراني: «لم يروه عن سفيان إلا يحيى بن يمان».
وقال الدارقطني في العلل: «يرويه يحيى بن يمان، عن الثوري، عن عبيد الله مرفوعاً، ووهم فيه يحيى».
والصحيح عن نافع؛ أن ابن عمر لما جمع بين الحج والعمرة اشترى هديه من قديد، موقوفاً».
وقال ابن كثير في البداية (٤٧٨/ ٧): «وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات، إلا أن يحيى بن يمان - وإن كان من رجال مسلم - في أحاديثه عن الثوري نكارة شديدة، والله أعلم».
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن الثوري دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: يحيى بن يمان، وهو: محله الصدق، لكنه كان يحدث من حفظه بالتوهم، وكان يخطيء كثيراً في حديث الثوري، ويأتي عنه بعجائب، وكان فُلج فساء حفظه [التهذيب (٤٠١/ ٤). الميزان (٤١٦/ ٤). فضل الرحيم الودود (٧٥٣/ ٣١٧/ ٨)].
وهذا الحديث قد رواه يحيى بن سعيد القطان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعبد الله بن نمير، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، وسفيان بن عيينة، وغيرهم: عن عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع عن ابن عمر، موقوفاً عليه. وهو المحفوظ. وكذلك رواه مالك بن أنس، وأيوب السختياني، والليث بن سعد، وجويرية بن أسماء، وموسى بن عقبة، وأيوب بن موسى، وإسماعيل بن أمية، وابن أبي رواد: رووه عن نافع عن ابن عمر، موقوفاً عليه.
• وأما ما رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢٢٣/ ٢)، بإسناد صحيح إلى أبي مسعود [أحمد بن الفرات: ثقة حافظ]: حدثنا أبو داود [يعني: الطيالسي: ثقة حافظ]: ثنا شعبة، عن حميد بن هلال، عن مطرف عن عمران بن حصين، أن النبي ﷺ جمع بين حج وعمرة، فلم ينه عنه، ولم ينزل كتاب يحرمه.