للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وأبو بكر ابن مردويه، ولم يتكلم في ضبطه أحد [التهذيب (١٢/ ٨٠٢)]، وقد تابعه جمع من الثقات في روايته لهذا الحديث عن الدراوردي، وأما: عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ابن بنت أحمد بن منيع، أبو القاسم البغوي، فهو: ثقة ثبت، حافظ إمام، مصنف مشهور، لا يخفى ذكره على طلاب الحديث [تقدمت ترجمته تحت الحديث رقم (٣٧٢)]، إنما جهله ابن حزم، وهذا مما يعيبه لعدم معرفته بالرجال وترك البحث عنهم، بل إنه يجهل أحيانا أعيان الحفاظ والنقاد، وهذا مثال على ذلك، وأما: أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن مخلد بن إبراهيم بن مروان بن حباب بن تميم البزاز، يعرف بابن حبابة: يروي عن أبي بكر بن أبي داود، وأبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وغيرهم، وهو راوي الجعديات عن البغوي، وقد وثقه جماعة، منهم الخطيب وغيره، ونعته الذهبي بقوله: «الشيخ، المسند، العالم، الثقة» [المؤتلف للدارقطني (٢/ ٨٢١). تاريخ بغداد (١٢/ ١٠٨). إكمال ابن ماكولا (٢/ ١٤٠). المنتظم (١٥/ ١٦). السير (١٦/ ٥٤٨). تاريخ الإسلام (٨/ ٦٥٠). البداية والنهاية (١٥/ ٤٨٤)].

وقال ابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ٣٦٨): «وهذا الحديث لم يرفعه أحد عن عبيد الله غير الدراوردي عن عبد الله، وغيره أوقفه على ابن عمر. وكذلك رواه مالك عن نافع عن ابن عمر موقوفا».

وقال في التمهيد (٨/ ٢٣١) (٥/ ٥٣٣ - ط الفرقان): «فإن قيل: الدراوردي غلط في هذا الحديث فرفعه، وإنما هو حديث موقوف، كذلك رواه كل من رواه عن عبيد الله، وكذلك رواه مالك، عن نافع، عن ابن عمر موقوفا»، ثم اعترض عليه بأن الجماعة رووه عن نافع عن ابن عمر موقوفا، ثم قالوا في آخره: هكذا فعل رسول الله .

وقال في موضع آخر (١٥/ ٢٢٧): «وليس حملهم على الدراوردي بشيء؛ لأنه قد تابع الدراوردي: يحيى بن يمان عن الثوري عن عبيد الله بمعنى روايته، والدليل على صحة ما رواه الدراوردي: أن أيوب السختياني، وأيوب بن موسى، وموسى بن عقبة، وإسماعيل بن أمية، رووا عن نافع عن ابن عمر معنى ما رواه الدراوردي».

وقال النووي في المجموع (٨/ ٢٦٣): «وأما حديث: «من جمع بين الحج والعمرة كفاه لهما طواف واحد وسعي واحد»؛ فصحيح، رواه الترمذي والبيهقي»، قلت: هكذا جرى فيه على ظاهر السند، تبعا لابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود.

وانظر: طرح التثريب (٥/ ١٥٧).

وقال ابن حجر في الفتح (٣/ ٤٩٤): «وحديث ابن عمر في حجه، عام نزل الحجاج بابن الزبير، أورده من وجهين، في كل منهما: أنه جمع بين الحج والعمرة، أهل بالعمرة أولا، ثم أدخل عليها الحج، وطاف لهما طوافا واحدا، كما في الطريق الأولى، وفي الطريق الثانية ورأى أن قد قضى طواف الحج والعمرة بطوافه الأول، وفي هذه الرواية رفع احتمال قد يؤخذ من الرواية الأولى؛ أن المراد بقوله: طوافا واحدا، أي: طاف لكل

<<  <  ج: ص:  >  >>