إن حيل بيني وبين العمرة حيل بيني وبين الحج، اشهدوا أني قد أوجبت حجة مع عمرتي، قال: وليس معه يومئذ هدي، فسار حتى بلغ قديداً ابتاع بها هدياً، فقلده وأشعره وساقه معه، حتى إذا دخل مكة طاف لهما طوافاً واحداً بالبيت وبالصفا والمروة، وكان يقول: من جمع بين الحج والعمرة كفاه طواف واحد، ولم يحل حتى يحلّ منهما جميعاً.
ولفظ ابن نمير [عند ابن أبي شيبة (١٥٨١٥)]: عن ابن عمر، قال: من أحرم بالحج والعمرة جميعاً كفاه طواف واحد، ولم يحل حتى يقضي حجته، ويحلّ منهما جميعاً.
ولفظ ابن نمير [عند ابن أبي شيبة (١٤٩١٦)]: عن ابن عمر: أنه طاف لهما طوافاً واحداً.
ولفظ ابن نمير [عند الطبري]: عن نافع؛ أن ابن عمر أراد الحج حين نزل الحجاج بابن الزبير، فكلمه ابناه سالم وعبيد الله [لعلها تحرفت على النساخ من: عبد الله]، فقالا: لا يضرك أن لا تحج العام؛ إنا نخاف أن يكون بين الناس قتال فيحال بينك وبين البيت، قال: إن حيل بيني وبين البيت فعلت كما فعلنا مع رسول الله ﷺ حين حال كفار قريش بينه وبين البيت، فحلق ورجع.
ولفظ هشيم [عند الطحاوي في شرح المعاني (٣٩١١)]: عن ابن عمر ﵄؛ أنه كان يقول: إذا قرن طاف لهما طوافاً واحداً، فإذا فرَّق طاف لكل واحد منهما طوافاً وسعياً. وتفرد بذلك هشيم عن عبيد الله بن عمر.
وإن كان علقه ابن حزم في المحلى (٥/ ١٨٢)، من طريق: عبد الرزاق: نا عبيد الله بن عمر، عن نافع؛ أن ابن عمر كان يقول: للقارن سعي واحد، وللمتمتع سعيان.
ولفظ عبد الله بن رجاء [عند الطحاوي (٣٩٠٧)]: عن ابن عمر ﵄، قال: خرجنا مع النبي ﷺ حجاجاً، فما حللنا من شيء أحرمنا به حتى كان يوم النحر.
قلت: وهذا وهم من عبد الله بن رجاء، إنما احتج ابن عمر بعمرة الحديبية، لا بحجة الوداع، وأما شطره الثاني: فإنما هو من قول نافع يصف حجة ابن عمر.
ولفظ مسلم بن خالد [عند ابن ماجه]: عن ابن عمر؛ أنه قدم قارناً، فطاف بالبيت سبعاً، وسعى بين الصفا والمروة، ثم قال: هكذا فعل رسول الله ﷺ.
قلت: هكذا اختصره، فرواه بالمعنى.
ولفظ ابن عيينة في رواية علي بن ميمون [عند النسائي] [وقد قرن فيه بين: أيوب السختياني، وأيوب بن موسى، وإسماعيل بن أمية، وعبيد الله بن عمر] عن نافع، قال: خرج عبد الله بن عمر فلما أتى ذا الحليفة أهل بالعمرة، فسار قليلاً، فخشي أن يُصَدَّ عن البيت، فقال: إن صُدِدتُ صنعتُ كما صنع رسول الله الله، قال: والله ما سبيل الحج إلا سبيل العمرة، أشهدكم أني قد أوجبت مع عمرتي حجاً، فسار حتى أتى قديداً فاشترى منها هدياً، ثم قدم مكة فطاف بالبيت سبعاً وبين الصفا والمروة، وقال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ فعل.