عمرتي، وإن حيل بيني وبينه فعلت كما فعل رسول الله ﷺ وأنا معه، ثم تلا: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، ثم سار حتى إذا كان بظهر البيداء، قال: ما أمرهما إلا واحد؛ إن حيل بيني وبين العمرة حيل بيني وبين الحج، أشهدكم أني قد أوجبت حجة مع عمرة، فانطلق حتى ابتاع بقديد هدياً، ثم طاف لهما طوافاً واحداً بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم لم يحلَّ منهما حتى حلَّ منهما بحَجَّة يوم النحر [وفي رواية لأحمد: ثم لم يزل كذلك إلى يوم النحر]. لفظ يحيى القطان [عند مسلم، وأحمد (٢/ ٥٤)، والبزار، وأبي نعيم، ورواه البخاري من طريقه مختصراً ببعضه].
ولفظ أبي أسامة [عند الدارمي وأبي عوانة]: أن عبد الله بن عبد الله وسالماً كَلَّما عبد الله بن عمر حين نزل الحجاج ليالي ابن الزبير قبل أن يقتل قالا: لا يضرك ألا تحج العام مخافة أن يحال بينك وبين البيت قال: قد خرجنا مع رسول الله ﷺ معتمرين فحال كفار قريش دون البيت، فنحر رسول الله ﷺ هديه، وحلق رأسه، ثم رجع، قال: فأشهدكم أني قد أوجبت عمرة، فإن خُلِّي بيني وبين البيت طفت، وإن حيل بيني وبينه فعلت كما فعل رسول الله ﷺ[وأنا] معه، فأهل بالعمرة من ذي الحليفة، ثم سار، فقال: إنما شأنهما واحد، أشهدكم أني قد أوجبت حجاً مع عمرتي، قال نافع: فطاف لهما طوافاً واحداً، وسعى لهما سعياً واحداً، ثم لم يحلَّ منهما حتى حلَّ يوم النحر، وأهدى، وكان يقول: من جمع العمرة والحج فأهل بهما جميعاً؛ فلا يحل حتى يحلّ منهما جميعاً يوم النحر.
ولفظ عبد الرزاق [في مصنفه، وعند أحمد (٢/ ١٥١)، والنسائي في الكبرى (٣٩٠١)، واللفظ لأحمد]: سمعت عبيد الله بن عمر، وعبد العزيز بن أبي رواد، يحدثان عن نافع، قال: خرج ابن عمر يريد الحج زمان نزل الحجاج بابن الزبير، فقيل له: إن الناس كائن بينهم قتال، وإنا نخاف أن يصدُّوك، فقال: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، إذن أصنع كما صنع رسول الله ﷺ، أشهدكم أني قد أوجبت عمرة، ثم خرج حتى إذا كان بظهر البيداء، قال: ما شأن العمرة والحج إلا واحد؛ أشهدكم أني قد أوجبت حجاً مع عمرتي، وأهدى هدياً اشتراه بقديد، فانطلق حتى قدم مكة، فطاف بالبيت وبين الصفا والمروة؛ لم يزد على ذلك، ولم ينحر، ولم يحلق ولم يقصر، ولم يحلل من شيء كان أحرم منه، حتى كان يوم النحر فنحر وحلق، ثم رأى أن قد قضى طوافه للحج والعمرة ولطوافه الأول وعند الآخرين بطوافه الأول، ثم قال: هكذا صنع رسول الله ﷺ.
هكذا رواه عن عبد الرزاق مطولاً: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن يوسف الحذاقي، وهو المحفوظ عن عبد الرزاق.
ورواه الحسن بن أبي الربيع، وهو الحسن بن يحيى بن الجعد العبدي الجرجاني، نزيل بغداد [صدوق]، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر؛ أنه قرن بين الحج والعمرة، فطاف لهما بالبيت، وبين الصفا والمروة طوافاً واحداً. ثم قال: هكذا فعل رسول الله ﷺ[عند أبي عوانة (٣٨٥٠)]، وهو مختصر من الرواية المطولة.