الحج؛ فذهب قوم إلى أنه لا يجوز له أن يصوم أيام التشريق أيضاً، وهو قول: علي، وإليه ذهب الحسن، وعطاء، وبه قال الثوري، وأصحاب الرأي، وهو ظاهر مذهب الشافعي.
وذهب قوم إلى أنه يجوز له أن يصوم الثلاث في أيام التشريق، يُروى ذلك عن عائشة ﵂، وابن عمر، وعروة بن الزبير، وهو قول: مالك، والأوزاعي، وأحمد، وإسحاق».
وقد عورض ما تقدم بما رواه:
أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: حدثني أبي، عن أبيه [يحيى بن حمزة: دمشقي ثقة]، عن النعمان بن المنذر، قال: زعم سالم بن عبد الله، عن أبيه، وزعم عروة، عن عائشة: أن النبي ﷺ قال: «من صام الأيام في الحج، ولم يجد هدياً إذا استمتع؛ فهو ما بين إحرام أحدكم إلى يوم عرفة؛ فهو آخرهن».
أخرجه الطبراني في الكبير (١٢/ ٣١٥/ ١٣٢٢٢)، وفي مسند الشاميين (١٢٥٠).
قلت: هذا حديث باطل؛ النعمان بن المنذر الغساني الدمشقي: صدوق، ضرب أبو مسهر على حديثه، وأيده ابن معين، وقال النسائي بعد حديثه في الحيض: «ليس بذاك القوي» [التهذيب (٤/ ٢٣٣). الجرح والتعديل (٨/ ٤٤٧)].
وهو حديث حجازي، انفرد به من أهل دمشق: النعمان بن المنذر، وهو يعد من غرائبه، فضلاً عن مخالفته الزهري فيما رواه عن سالم عن ابن عمر، وعن عروة عن عائشة في ذلك.
وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: حدث عن أبيه عن جده عن مشايخ ثقات بأحاديث بواطيل لا يحتملونها، وهذا منها، وكان يقبل التلقين، وقال أبو حاتم: «سمعت أحمد يقول: لم أسمع من أبي شيئاً». [الثقات (٩/ ٧٤). مسند أبي عوانة (٥/ ١٣٨/ ٨١٣٧). فتح الباب (٤٤٧١). تاريخ دمشق (٥/ ٤٦٦). تاريخ الإسلام (١/ ٦٥٠). (٢١/ ٨٣). اللسان].
وابنه محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي: روى عن أبيه وجادة، وقال ابن حبان في الثقات: «ثقة في نفسه، يُتَّقى حديثه ما روى عنه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأخوه عبيد؛ فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء» [الثقات (٩/ ٧٤). تاريخ الإسلام (١٧/ ٣٤٩) (٧/ ٥٧٦). اللسان].
طرق حديث نافع عن ابن عمر:
١ - قصة خروج ابن عمر قاصداً البيت الحرام أيام فتنة ابن الزبير، والاحتجاج بها فيما يصنع المحضر:
أ - روى قتيبة بن سعيد، وشعيب بن الليث، ومحمد بن رمح، وأبو النضر هاشم بن القاسم، ويزيد بن خالد بن موهب وهم ثقات، وأبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث [صدوق، وكانت فيه غفلة]: