قلت: عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ثقة، والزيادة من الثقة مقبولة، وقد قبلها إمام الحفاظ، وإمام الدنيا في علل الحديث، الإمام البخاري الذي لا يجارى ولا يمارى في علم العلل، فأين الطحاوي من هذا الجبل الراسخ، والطود الشامخ؟!
والطحاوي نفسه ممن يقبل الزيادات الشاذة والمنكرة، ولطالما قال برفع الموقوفات لأدنى سبب؛ إذا وافق مذهبه، ونصر به أهل الرأي على أهل الحديث!
• ورواه أبو مريم عبد الغفار بن القاسم، عن الزهري: أخبرني عروة بن الزبير، قال: قالت عائشة وعبد الله بن عمر: لم يرخص رسول الله ﷺ لأحد في صيام أيام التشريق إلا لمتمتع أو محصر.
أخرجه الدارقطني (٣/ ١٥٨/ ٢٢٨٥)، وأبو طاهر المخلص في الثامن من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٣٠٢) (١٨٧٨ - المخلصيات).
قال الدارقطني في السنن: «أخطأ في إسناده عبد الغفار، وهو: ضعيف».
وقال في العلل (١٥/ ٣٤/ ٣٨١٤): «ورواه أبو مريم عبد الغفار بن القاسم، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وابن عمر عن النبي ﷺ، ووهم فيه».
وقال المخلص: «قال أبو بكر [يعني: النيسابوري]: هذا خطأ ليس فيه شك».
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (٢/ ٣٧٥): «ورواه [أي: الدارقطني] بمعناه من حديث: عبد الغفار بن القاسم، ومن حديث يحيى بن أبي أنيسة، وهما متروكان، روياه عن الزهري، عن عروة، عن عائشة».
قلت: إسناد واه ساقط، ولا كرامة؛ أبو مريم عبد الغفار بن القاسم: رافضي، متروك الحديث، بل كان يضع الحديث [اللسان (٥/ ٢٢٦)].
• ورواه محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي: ثنا عيسى بن هلال السليحي الحمصي، المعروف بابن البراد: لا بأس به. [التهذيب (٣/ ٣٦٥)]: ثنا محمد بن حمير [محمد بن حمير بن أنيس السليحي الحمصي: لا بأس به]، عن إبراهيم بن أدهم [صدوق]، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر: وعن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالا: رُخّص للمتمتع أن يصوم أيام التشريق. أخرجه ابن منده في مسند إبراهيم بن أدهم (١٤).
قلت: هو غريب من هذا الوجه؛ محمد بن سليمان بن الحارث أبو بكر الواسطي، المعروف بالباغندي، كذبه ابنه محمد أبو بكر الباغندي، وقال أبو الفتح ابن أبي الفوارس: «ضعيف الحديث»، وقال الدارقطني مرة: «لا بأس به»، وقال أخرى: «ضعيف»، وقال الخطيب: «والباغندي مذكور بالضعف، ولا أعلم لأية علة ضُعف، فإن رواياته كلها مستقيمة، ولا أعلم في حديثه منكراً»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: «لا بأس به» [الثقات (٩/ ١٤٩). سؤالات الحاكم (١٧٩). تاريخ بغداد (٥/ ٢٩٨). الأنساب
