للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن عبد الله بن عيسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: لم يُرخّص في صوم أيام التشريق إلا لمتمتع لم يجد الهدي.

أخرجه الدارقطني (٣/ ١٥٨/ ٢٢٨٤).

قال الدارقطني: «إسناد صحيح».

قلت: هذا حديث غريب، لا يُعرف من حديث الثوري إلا من هذا الوجه، تفرد به عن الثوري دون بقية أصحابه على كثرتهم: مؤمل بن إسماعيل، وهو: صدوق، سيئ الحفظ، كثير الوهم والغلط، ولم يروه عنه سوى: حاجب بن سليمان المنبجي، وهو: لا بأس به، قال الدارقطني في العلل عند كلامه عن وهمه في حديث عروة، عن عائشة؛ أن النبي قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ، قال: «فوهم فيه حاجب، وكان يحدث من حفظه، ويقال: إنه لم يكن له كتاب.

والصواب: عن وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة أن النبي كان يقبل وهو صائم»، قلت: وله أحاديث أخر وهم فيها [تسمية شيوخ النسائي (١١٧). علل الدارقطني (١٣/ ٢٦٩/ ٣١٦٢) و (١٥/ ٦٤/ ٣٨٣٧). التهذيب (٢/ ٧٠٩ - ط دار البر)].

• ورواه أبو كامل فضيل بن الحسين الجحدري [بصري، ثقة متقن]، قال: حدثنا أبو عوانة [الوضاح بن عبد الله اليشكري: ثقة]، عن عبد الله بن عيسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ، وعن سالم، عن ابن عمر ، قالا: لم يُرخّص في صوم أيام التشريق إلا لمحصر أو متمتع.

أخرجه البزار (١٨/ ١٨٣/ ١٦٣ و ١٦٤)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٢٤٣/ ٤٠٩٢)، وفي أحكام القرآن (١/ ٤١٠/ ٨٨٢). [الإتحاف (٨/ ٣٩١/ ٩٦١٨)].

تنبيه: كذا وقع في مسند البزار، وفي أحكام القرآن للطحاوي، لكن زيد في شرح المعاني من نفس الوجه: لم يرخّص رسول الله ، وأراه وهماً من النساخ، فقد قال الدارقطني في العلل (١٥/ ٣٤/ ٣٨١٤): «ورواه عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وعن سالم، عن ابن عمر، قالا: لم يُرخص في صومها إلا لمن يجد هدياً.

فجعله كالمرفوع. قال ذلك عنه: شعبة، والثوري، وأبو عوانة»، يعني: أن أبا عوانة لم يصرح في روايته بالرفع، والله أعلم.

وهذا إسناد صحيح.

قال الطحاوي في الأحكام (١/ ١٠ و ٤١١): «لم نجد أحداً ممن روى هذا الحديث عن الزهري ساقه بهذا اللفظ غير عبد الله بن عيسى، فأما من سواه من أصحاب الزهري: مالك، وإبراهيم بن سعد؛ فرووه بلفظ سوى هذا اللفظ … ، وأصل الحديث في هذا كما رواه مالك وإبراهيم بن سعد عن ابن شهاب، لا كما رواه عبد الله بن عيسى؛ لأن عائشة كانت تصوم أيام التشريق تطوعاً، وكان عروة يصومها أيضاً كذلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>