حديثه (٣٦٦). وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٦/ ٥٩). [الإتحاف (١٣/ ٣٥٤/ ١٦٨٣٤). المسند المصنف (٢٤/ ٥٨٩/ ١١١٢٢)].
قلت: خصيف بن عبد الرحمن الجزري: ليس بالقوي، سيئ الحفظ، له أحاديث منكرة.
٥ - وروى يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق [مدني، صدوق]، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال لي معاوية: أرأيت من تمتع وساق الهدي، هل يمس من شعره شيئاً؟ فقلت: لا، قال: فإني أشهد لأخذت من رسول الله ﷺ من شعره عند المروة حين فرغ من طوافه [بعمرته]، بمشقص من كنانته.
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١/ ٣٨٤/ ٥٣١). والطبراني في الكبير (١٩/ ٣١٠/ ٦٩٨)
وهذا حديث غريب، الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن أبي ذباب: مدني، ليس به بأس، لينه أبو حاتم والدارقطني، ولم يخرج له مالك في كتبه، من الخامسة [علل الدارقطني (١٠/ ٣١٩/ ٢٠٣٢). التهذيب (٢/ ٧٤٠ - ط دار البر). تخريج أحاديث الذكر والدعاء (٢/ ٥٣٥/ ٢٥٦)].
وقد تفرد به عن ابن إسحاق دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم يونس بن بكير، وهو: كوفي صدوق، تكلم الناس فيه، صاحب غرائب، وقد ضعفه بعضهم مثل النسائي [الكامل (٧/ ١٧٨). الميزان (٤/ ٤٧٧). التهذيب (٤/ ٤٦٦)].
وقد أعرض البخاري عن جميع هذه الروايات التي تحتمل معنى الإحلال الجزئي للقارن، كما أعرض مسلم عن الصريح منها، وعند التحقيق فإنه لا يثبت بمثل هذه الأسانيد ما يُعارض به الأحاديث الصحاح الكثيرة المشتهرة بأصح الأسانيد في كون النبي ﷺ كان قارناً، ولم يأخذ شيئاً من شعره حتى نحر هديه، والله أعلم.
٦ - وروى عبد الواحد بن زياد، وسفيان الثوري [وعنه: يحيى بن آدم، وعبد الرزاق بن همام، وشاذان أسود بن عامر، وخالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم الخراساني]، وعبد الله بن إدريس، وأبو حمزة السكري محمد بن ميمون [وهم ثقات]، وشريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]:
حدثنا ليث، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: تمتع رسول الله ﷺ حتى مات، وأبو بكر حتى مات، وعمر حتى مات، وعثمان حتى مات، وكان أول من نهى عنها معاوية. قال ابن عباس: فعجبت منه، وقد حدثني أنه قصر عن رسول الله ﷺ بمشقص. لفظ عبد الواحد، وهو أتم [عند أحمد (٢٦٦٤)]، ولفظ البقية مختصر.
وفي رواية لابن إدريس [عند البزار، وأبي علي الطوسي، وأبي عروبة]: عن ليث، عن طاووس ومجاهد وعطاء، عن ابن عباس قال: تمتع رسول الله ﷺ، وأبو بكر، [وعمر، وعثمان]، وأول من نهى عنها معاوية.