قلت: المحفوظ: ما رواه إسماعيل بن علية؛ فهو أثبت بكثير من الحسن بن حبيب بن ندبة، وهو: لا بأس به، بينما ابن علية: ثقة ثبت، حافظ متقن، إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، ولا يقال: إن هذا الاختلاف من روح نفسه؛ فإن روحاً: ثقة حافظ، والله أعلم.
٥ - وروى الأوزاعي: حدثني من سمع عطاء بن أبي رباح: حدثني جابر بن عبد الله، قال: أهللنا مع رسول الله ﷺ بالحج خالصاً، لا يخالطه شيء، فقدمنا مكة لأربع ليال خَلَونَ من ذي الحجة، فطفنا وسعينا، ثم أمرنا رسول الله ﷺ أن نحل، وقال:«لولا هديي لحَلَلتُ»، ثم قام سراقة بن مالك، فقال: يا رسول الله! أرأيتَ مُتعتنا هذه، ألعامنا هذا أم للأبد؟ فقال رسول الله ﷺ:«بل هي للأبد».
قال الأوزاعي: سمعت عطاء بن أبي رباح يحدث بهذا فلم أحفظه، حتى لقيت ابن جريج فأثبته لي.
وهذا حديث صحيح، تقدم تخريجه برقم (١٧٨٧).
٦ - وروى حجاج بن محمد المصيصي، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، وهشام بن يوسف الصنعاني، ومحمد بن بكر البرساني، وإسماعيل بن علية، وحماد بن زيد، وروح بن عبادة، ومكي بن إبراهيم، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد، وغيرهم:
حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج: أخبرني عطاء بن أبي رباح، قال: سمعت جابر بن عبد الله ﵄ في ناس معي قال: أهللنا أصحاب محمد ﷺ بالحج خالصاً وحده، قال عطاء: قال جابر فقدم النبي ﷺ صبح رابعة مضت من ذي الحجة، فأمرنا أن نحل، قال عطاء: قال: «حِلُّوا، وأصيبوا النساء»، قال عطاء: ولم يعزم عليهم، ولكن أحلهن لهم، فقلنا: لما لم يكن بيننا وبين عرفة إلا خمس؛ أمرنا أن نفضي إلى نسائنا، فنأتي عرفة تقطر مذاكيرنا المني، قال: يقول جابر بيده - كأني أنظر إلى قوله بيده يحركها - قال: فقام النبي ﷺ فينا، فقال:«قد علمتم أني أتقاكم الله وأصدقكم وأبركم، ولولا هديي لحللت كما تحلّون، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، فحلّوا»، فحللنا وسمعنا وأطعنا.
قال عطاء: قال جابر: فقدم علي من سعايته، فقال:«بم أهللت؟»، قال: بما أهل به النبي ﷺ، فقال له رسول الله ﷺ:«فأهدِ وامكث حراماً»، قال: وأهدى له علي هدياً. فقال سراقة بن مالك بن جعشم: يا رسول الله! ألعامنا هذا أم لأبد؟ فقال:«لأبد». لفظ يحيى القطان [عند مسلم].
ولفظ ابن علية [عند أحمد، والنسائي في المجتبى (٢٨٠٥)، وفي الكبرى (٣٧٧٣)، وابن سعد، وابن حبان]: أهللنا أصحاب النبي ﷺ بالحج خالصاً، ليس معه غيره، خالصاً وحده، فقدمنا مكة صبح رابعة مضت من ذي الحجة، فقال [وفي رواية: فأمرنا] النبي ﷺ: