تقطر منيا؟، فبلغ ذلك النبي ﷺ، فقام فينا كالمغضب، فقال:«والله لقد علمتم أني أتقاكم، ولو علمت أنكم تقولون هذا ما سقت الهدي، فاسمحوا بما تؤمرون به»، فقام سراقة بن مالك بن جعشم، فقال: يا رسول الله، عمرتنا هذه التي أمرتنا بها ألعامنا هذا أم للأبد؟، فقال النبي ﷺ:«بل للأبد».
ولفظ عمرو بن الحارث [عند ابن وهب، ومن طريقه: أحمد، والبخاري، ومسلم، والفريابي، وأبو يعلى، وابن جرير، وأبو عوانة، وابن حبان، وغيرهم، وسقط عند بعضهم ذكر سراقة] عن أبي الزبير، عن جابر؛ أنه قال: يا رسول الله، أنعمل لأمر قد فرغ منه، أو لأمر نأتنفه؟ فقال:«لأمر قد فرغ منه»، فقال سراقة بن مالك: ففيم العمل إذا؟ فقال رسول الله ﷺ:«كل عامل ميسر لعمله».
ولفظ سعيد بن بشير [عند الطبراني في الشاميين، وبنحوه عند أبي سهل القطان، وتمام (١٢٨٦)]: أن سراقة أتى النبي ﷺ، فقال: أخبرنا عن شأننا كأنا خلقنا الآن، فيم العمل؟ فيما جرت به المقادير وجفت به الأقلام، أو فيما نستأنف؟ قال:«بل فيما جرت به المقادير، وجفت به الأقلام، قال: ففيم العمل إذا؟ قال: كل عامل ميسر لما خلق له»، فقال: الآن حين جد العمل.
ولفظ مرزوق الباهلي [عند المخلص]: عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال سراقة بن مالك: يا رسول الله، حدثنا عن ديننا كأنما استأنفناه الآن، أنعمل فيما جرت به الأقلام وجفت به الكتب، أو نعمل فيما نستأنف؟ قال:«كل ميسر للذي خلق له»، قال سراقة: ما كنت أحق بالاجتهاد مني الآن.
ولفظ ابن أبي ليلى [عند الفريابي (٤٨)، والآجري (٣٣٥)، والطبراني (٦٥٦٦)، وأبي سعيد النقاش (٢٦)، وتمام (١٣٣٣)، بألفاظ متقاربة]: قال: قدم سراقة بن مالك بن جعشم إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، حدثنا عن عمرتنا هذه، لعامنا هذا أم للأبد؟ قال:«بل، للأبد»، قال: يا رسول الله، أخبرنا عن أعمالنا، كأنما خلقنا الساعة، شيء ثبت به الكتاب، وجرت به المقادير؟ أو شيء نستأنفه؟ قال:«لا، بل شيء ثبت به الكتاب، وجرت به المقادير، فقال يا رسول الله، ففيم العمل؟ قال: اعملوا، فكل ميسر لما خلق له». وفي رواية:«اعملوا، فكل عامل ميسر».
ولفظ عبد الكريم بن أبي المخارق [عند الطبراني في الأوسط (٣٨٢٥)، وأبي القاسم الحرفي، وابن المحب]: عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: قام سراقة بن مالك إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أرأيت أعمالنا التي نعمل، أمأخوذون بها عند الحافر، خير فخير، وشر فشر، أو شيء قد سبقت به المقادير وجفت به الأقلام، قال: يا سراقة، قد سبقت به المقادير، وجفت به الأقلام، قال: فعلى ما نعمل يا رسول الله؟ قال:«اعمل يا سراقة، فكل عامل ميسر لما خلق له»، قال سراقة: الآن نجتهد.
أخرجه مسلم (٨/ ٢٦٤٨) [في كتاب القدر، من طريق عمرو بن الحارث به، وأحال