الآن، أرأيت عمرتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ فقال:«لا؛ بل للأبد»، قال: يا رسول الله، بيّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيما العمل اليوم، أفيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير، أو فيما يستقبل؟ قال:«لا؛ بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير»، قال: ففيم العمل؟ قال أبو النضر في حديثه فسمعت من سمع من أبي الزبير، يقول: قال: «اعملوا فكل ميسر»، قال حسن [يعني: الأشيب]: قال زهير: فسألت ياسين [يعني: الزيات] ما قال؟ قال: ثم لم أفهم كلاماً تكلم به أبو الزبير، فسألت رجلاً، فقلت: كيف قال أبو الزبير في هذا الموضع، فقال: سمعته يقول: «اعملوا فكل ميسر».
أخرجه مسلم (١٣٨/ ١٢١٣) و (٣٥١/ ١٣١٨) و (٨/ ٢٦٤٨). [وقد سبق تخريجه تحت الحديث رقم (١٧٥١)، الحديث الثالث من حديث جابر] [الجزء الرابع والعشرون].
٢ - ورواه عمرو بن الحارث المصري [ثقة ثبت، فقيه إمام]، وزيد بن أبي أنيسة [ثقة]، وسعيد بن بشير [ضعيف]، وأبو بكر مرزوق الباهلي [صدوق]، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جداً، كثير الوهم، غلب عليه الاشتغال بالفقه والقضاء؛ فلم يكن يحفظ الأسانيد والمتون، وعبد الكريم بن أبي المخارق [أبو أمية البصري: مجمع على ضعفه، شبه المتروك، قال النسائي والدارقطني:«متروك»]، وأبو حنيفة [النعمان بن ثابت: ضعيف]، وغيرهم:
عن أبي الزبير، عن جابر، قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ مُهلين بالحج، فقدمنا مكة فطفنا بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم قام فينا رسول الله ﷺ، فقال:«من لم يكن منكم ساق هدياً فليحل، وليجعلها عمرة»، قلنا: حِلُّ ماذا يا رسول الله؟ قال:«الحل كله»، فواقعنا النساء، ولبسنا الثياب، وتطيبنا الطيب، فقال ناس: يحل بيننا وبين عرفة أربعة أيام، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ، فقام فينا كالمغضب، فقال:«والله لقد علمتم أني أتقاكم الله، ولو علمت أن تقولوا ذلك ما سقت الهدي، فاستجيبوا لما تؤمرون به».
فقام سراقة بن مالك، فقال: يا رسول الله، عمرتنا هذه التي أمرتنا بها، لعامها هذا أم للأبد؟ فقال رسول الله ﷺ:«بل للأبد»، فقال سراقة: حدثنا يا رسول الله عن ديننا كأننا خلقنا الآن، أفي شيء جفت به الأقلام، وجرت به المقادير أو فيما يستأنف؟ قال: بل فيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير، فقال سراقة: ففيم العمل يا رسول الله؟ قال:«اعملوا، فكل عامل ميسر»، ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ [الليل: ٥ - ١٠]. لفظ زيد بن أبي أنيسة [عند الطبراني (٦٥٦٧)].
وفي رواية له [عند ابن حبان (٣٩٢٤)]: خرجنا مع النبي ﷺ مهلين بالحج، فقدمنا مكة، فطفنا بالبيت، وبين الصفا والمروة، ثم قام فينا النبي ﷺ، فقال:«من لم يكن منكم ساق هدياً فليحلل، وليجعلها عمرة»، فقلنا: حل من ذا يا رسول الله؟، قال:«الحل كله»، فواقعنا النساء، ولبسنا، وتطيبنا بالطيب، فقال أناس: ما هذا الأمر، نأتي عرفة، وأيورنا