للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

منكم أن يُهِلَّ بحج وعمرة فليفعل، ومن أراد أن يُهِلَّ بحج فليهل، ومن أراد أن يُهل بعمرة فليهل»، قالت عائشة : فأهل رسول الله بحج، وأهل به ناس معه، وأهل ناس بالعمرة والحج، وأهل ناس بعمرة، وكنت فيمن أهل بالعمرة. [أخرجه مسلم (١١٤/ ١٢١١)، وقد تقدم تخريجه برقم (١٧٨١)].

ومنها ما رواه هشام بن عروة: أخبرني أبي، قال: أخبرتني عائشة ، قالت: خرجنا مع رسول الله موافين لهلال ذي الحجة، وفي رواية: فلما كان بذي الحليفة، فقال رسول الله : «من أحب أن يهل بعمرة فليهل، ومن أحب أن يهل بحجة فليهل، ولولا أني أهديت لأهللت بعمرة»، فمنهم من أهل بعمرة، ومنهم من أهل بحجة، وكنتُ ممن أهل بعمرة … الحديث [راجع الحديث رقم (١٧٧٨)].

ومنها: ما رواه مالك، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي ، قالت: خرجنا مع رسول الله عام حجة الوداع، فمنا من أهل بعمرة، ومنا من أهل بحج وعمرة، ومنا من أهل بالحج، … الحديث [راجع الحديث رقم (١٧٧٩)].

فلما قدموا مكة طافوا بالبيت، وسعوا بين الصفا والمروة، وأمر النبي كل من لم يسق الهدي أن يحل، وأن يجعلها عمرة، وواساهم بأن تمنى أن يفعل مثل فعلهم لولا أنه ساق الهدي، فقد روى ابن شهاب الزهري: حدثني عروة؛ أن عائشة قالت: قال رسول الله : «لو استقبلت من أمري ما استدبرتُ ما سُقتُ الهدي، ولحللت مع الناس حين حلوا [من العمرة]». [أخرجه البخاري (٧٢٢٩)، وأبو داود (١٧٨٤)، وتقدم تخريجه في موضعه] [وقد صح في معناه أحاديث كثيرة].

فإن قيل: كان حديث عائشة بسرف، وحديث سبرة بعُسفان؟ فيقال: الأمر بينهما قريب، فكلاهما قبل دخول مكة، وسرف موضع قيل: على بعد ستة أميال من مكة، وقيل: سبعة، أو: تسعة، أو: اثني عشر [معجم البلدان (٣/ ٢٣٩)].

وأما عُسفان، فهي قرية بين الجحفة ومكة، على بعد ستة وثلاثين ميلاً من مكة [معجم البلدان (٤/ ١٣٧)].

فهما واقعتان متقاربتان في المكان والزمان، وبهذا تزول النكارة عن حديث عبد العزيز بن عمر، حيث تفرد به عن الربيع بن سبرة بقصة سراقة، فيعامل معاملة الحديث المستقل، ويكون سراقة قد سأل النبي مرتين مرة بعسفان، ومرة عند المروة، وقد اختلف السؤال والجواب في الموضعين، فهو حديث حسن، والله أعلم.

وقد جاءت قصة سراقة بن مالك في متعة الحج من طرق أخرى:

١ - روى أبو النضر هاشم بن القاسم، ويحيى بن يحيى النيسابوري، ويحيى بن آدم، وأبو داود الطيالسي، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وأحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي، وأبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي

<<  <  ج: ص:  >  >>