للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وعبد العزيز بن عمر: صدوق، ليس به بأس، فهل يحتمل ذلك منه، لاسيما مع وقوع الخطأ في التأريخ لنكاح المتعة؟

وقد ثبتت قصة سراقة من حديث جابر، وفيه: أن سراقة سأل بعد انتهائهم من العمرة، وكان ذلك عند المروة، فكيف يمكن الجمع بين حديث جابر، وحديث سبرة بن معبد؟

فيقال: حديث عبد العزيز هذا جاء بعض معناه من وجه آخر من حديث عائشة:

فقد روى أفلح بن حميد، عن القاسم، عن عائشة ، قالت: خرجنا مهلين بالحج، في أشهر الحج، وحُرُمِ الحج، فنزلنا سَرِفَ، فقال النبي لأصحابه وفي رواية: فخرج رسول الله إلى أصحابه: «من لم يكن معه هدي، فأحب أن يجعلها عمرةً فليفعل، ومن كان معه هدي فلا»، … الحديث [أخرجه البخاري (١٥٦٠ و ١٧٨٨)، ومسلم (١٢٣/ ١٢١١)، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٧٨٢)].

فهو هنا قد خيرهم وهم بسرف قبل دخول مكة؛ أن من لم يكن ساق الهدي فله أن يفسخ حجه إلى عمرة.

وفي حديث عبد العزيز: حدثني الربيع بن سبرة، عن أبيه، قال: خرجنا مع رسول الله ، حتى إذا كان بعسفان، قال له سُراقة بن مالك المدلجي: يا رسول الله! اقض لنا قضاء قوم كأنما وُلِدوا اليوم، فقال: «إن الله تعالى قد أدخل عليكم في حجكم هذا عمرةً، فإذا قدمتم فمن تطوف بالبيت وبين الصفا والمروة، فقد حل؛ إلا من كان معه هدي».

قلت: يشترك الحديثان في تهيئة الصحابة للعمل بمتعة الحج قبل دخول مكة، وفسخ الحج إلى عمرة، ففي حديث عائشة يخيرهم بين الإفراد وبين التمتع، وفي حديث سبرة يخبرهم بأن من لم يكن معه هدي فإنه يحل إذا طاف بالبيت وبالصفا والمروة.

وكذلك فقد أمر النبي من كان أهل بعمرة وساق الهدي أن يدخل عليها الحج فيصير قارناً؛ فقد روى جماعة الحفاظ، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: خرجنا مع رسول الله عام حجة الوداع، فأهللنا بعمرة، ثم قال رسول الله : «من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة، ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعاً»، … الحديث [أخرجه البخاري (٣١٦ و ١٥٥٦ و ١٦٣٨ و ٤٣٩٥)، ومسلم (١١١/ ١٢١١ و ١١٣)، وأبو داود (١٧٨١)، وقد تقدم تخريجه في موضعه].

والجامع المشترك بين هذه الأحاديث هو: مشروعية العمرة في أشهر الحج، سواء بالتمتع بالعمرة إلى الحج، أو بالقرآن بين العمرة والحج.

فإن قيل: وهل كان منهم من أهل بعمرة من الميقات؟

فالجواب: نعم؛ ثبت في هذا أحاديث، منها ما رواه سفيان بن عيينة، عن

الزهري، عن عروة، عن عائشة ، قالت: خرجنا مع رسول الله ، فقال: «من أراد

<<  <  ج: ص:  >  >>