للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هكذا اضطرب أبو حنيفة في رواية هذا الحديث عن الزهري اضطراباً شديداً، وقد رواه جماعة من ثقات أصحاب الزهري، وأثبت الناس فيه:

معمر بن راشد، وعقيل بن خالد الأيلي، وسفيان بن عيينة، وصالح بن كيسان، ويونس بن يزيد الأيلي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعمرو بن الحارث، وإسماعيل بن أمية، وابن أبي ذئب، وأيوب بن موسى، وإسحاق بن راشد، وأيوب بن سويد، وغيرهم:

عن الزهري، عن الربيع بن سبرة الجهني، عن أبيه.

• قلت: وهذا الحديث في متعة النساء من دلائل ضعف أبي حنيفة النعمان بن ثابت في الحديث؛ إذ لم يضبط له إسناداً، وخلط فيه تخليطاً شديداً، وقد بان ذلك بجلاء حين خالف عامة أصحاب الزهري من الثقات الأثبات في إسناده، ولذلك فإن شيخه الآخر في هذا الحديث؛ لا أظنه يونس بن عبد الله بن أبي فروة المدني؛ حيث لم تصح نسبته عن أبي حنيفة، والله أعلم بالصواب.

• ولا يفوتني التنبيه على ما سبق بيانه مراراً، وأقربه في حديث الصبي بن معبد: أن مصنف مسند أبي حنيفة، أعني: أبا محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن خليل الحارثي البخاري الكلاباذي الحنفي الفقيه: متهم بوضع الحديث، وكذلك: طلحة بن محمد الشاهد: كان سيئ الحال في الحديث، ضعيفاً، وكذلك: الحسين بن محمد بن خسرو، أبو عبد الله البلخي ثم البغدادي السمسار [المتوفى: سنة ٥٢٦ هـ]، قال فيه تلميذه أبو القاسم ابن عساكر: «ما كان يعرف شيئاً»، وقال السمعاني: «سألت عنه ابن ناصر؟ فقال: فيه لين، [كان] يذهب إلى الاعتزال، وكان حاطب ليل، [يسمع من كل أحد]»، وقيل: إنه أتى في مسند أبي حنيفة بعجائب، وروى نسخة عن الدقيقي عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس؛ كلها مكذوبة [السير (١٩/ ٥٩٢). تاريخ الإسلام (١١/ ٤٤٦). اللسان (٣/ ٢٠٧)].

٩ - عمرو بن أبي عمرو:

• رواه يعقوب بن محمد، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن الربيع بن سبرة، عن أبيه:

قال يعقوب: وحدثنا عبد العزيز [عبد العزيز بن محمد الدراوردي]، عن عمارة بن غزية، عن الزهري، عن الربيع بن سبرة، عن أبيه - أحدهما يزيد على صاحبه في السياق، والمعنى واحد، قال: خرجنا مع رسول الله في الفتح، فقال لنا النبي : «استمتعوا من هذه النساء»، قال: فخرجت أنا وابن عم لي، ومعه بردة، ومعي بردة، وبردته أجود من بردتي، وأنا أشبُّ منه، فلقيتنا امرأة من بني عامر بن صعصعة، كأنها طبية عيطاء، فعرضنا عليها أنفسنا، فرأتني أشبُّ منه فقالت بردة كبردة، فتزوجتها، وكان الأجل بيننا ثلاث ليال، فلما غدوت إذا رسول الله قائماً يخطب الناس حذاء الكعبة، وهو يقول: «إنا أذنا لكم في الاستمتاع من هذه النساء، فمن كان عنده منكم منها شيء، فليخل سبيله، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً، ألا وإنها حرام إلى يوم القيامة».

<<  <  ج: ص:  >  >>