حديثه (٩٤ - رواية الطرازي)، وفي مجلسين من أماليه (٥)، والطبراني في الكبير، وغيرهم، وتقدم تخريجه في الطريق رقم (٥)، وكل هؤلاء تقدمت وفاتهم على الدارقطني!!].
• ورواه معمر بن راشد، عن عبد الكريم الجزري [عبد الكريم بن مالك الجزري: ثقة ثبت، وروايته عن مجاهد في الصحيحين]، عن مجاهد؛ أن رجلاً قال لرجل قرن بين الحج والعمرة: لهذا أضل من جمله، فذكر ذلك لعمر، فقال له عمر: هُديت لسنة نبيك.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٤٢٠/ ١٠٠٤١ - ط. التأصيل الثانية).
قلت: معمر بن راشد: ثقة ثبت في الزهري وابن طاووس؛ إلا أنه كان يهم في حديثه عن أهل العراق، وله عنهم أيضاً روايات مستقيمة، وله رواية عن عبد الكريم عند البخاري في التفسير (٤٩٥٨)، لكنه قصر بإسناد هذا الحديث، وقد ضبطه وجوده عن مجاهد: الحسن بن مسلم بن يناق المكي.
ثم إن ابن جريج والذي رواه عن الحسن، هو ممن يروي أيضاً عن عبد الكريم الجزري، وروايته عنه في الصحيحين، فلو كان هذا الحديث عند عبد الكريم لما فات ابن جريج، كذلك فإن سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وأبا الأحوص سلام بن سليم، ممن روى حديث أبي وائل عن الصبي بن معبد، وهم ممن يروي عن عبد الكريم الجزري، فلو كان هذا الحديث عند عبد الكريم لما فات هؤلاء، والله أعلم.
١١ - ورواه محمد بن جعفر غندر، وعفان بن مسلم، وأبو داود الطيالسي، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وعبد الله بن رجاء، وعبد الرحمن بن زياد الرصاصي [وهم ثقات]: حدثنا شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن أبي وائل؛ أن الصبي بن معبد كان نصرانياً تغلبياً أعرابياً، فأسلم، فسأل: أي العمل أفضل؟ فقيل له: الجهاد في سبيل الله ﷿، فأراد أن يجاهد، فقيل له: حججت؟ فقال: لا، فقيل: حُجَّ واعتمر ثم جاهد، فانطلق حتى إذا كان بالحوائط أهل بهما جميعاً، فرآه زيد بن صوحان وسلمان بن ربيعة، فقالا: لهو أضل من جمله، أو ما هو بأهدى من ناقته، فانطلق إلى عمر ﵁، فأخبره بقولهما، فقال: هُديت لسنة نبيك ﷺ. قال الحكم: فقلت لأبي وائل: حدثك الصبي؟ فقال: نعم. لفظ غندر [عند أحمد]، وبمثله رواه الطيالسي دون سؤال الحكم، وبنحوه رواه عفان [عند أحمد]، وأبو النضر [عند الحارث]، دون سؤال الحكم أيضاً.
ولفظ غندر عند النسائي: أن الصبي بن معبد أهل بهما، فانطلق إلى عمر فأخبره، فقال: هُديتَ لسنة نبيك ﷺ. قال الحكم: فقلت لأبي وائل: حدثك الصبي؟ قال: نعم.
أخرجه النسائي في الإغراب (١٤٣)[وبسنده تصحيف]، وأحمد (١/١٤ و ٥٣)، والطيالسي (١/ ٦١/ ٥٩)، والحارث بن أبي أسامة في مسنده (٤/ ٤٦٢/ ٢٤٤٦)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٤٥/ ٣٦٧٩ و ٣٦٨٠). [الإتحاف (١٢/ ١٩٨/ ١٥٤٠٦)، المسند المصنف (٢٢/ ٢٠٨/ ١٠٠٣٩)].