اختلف أنا ومسروق بن الأجدع إلى الصبي بن معبد نستذكره، فلقد اختلفنا إليه مرارا أنا ومسروق بن الأجدع. لفظ حجاج وشعيب [مقرونين عند النسائي].
ولفظ هشام [عند المخلص]: أن رجلا من تغلب، يقال له: الصبي بن معبد، كان نصرانيا فأسلم، فأقبل في أول ما حج، فلبى بحجة وعمرة جميعا، وهو كذلك يلبي بهما جميعا، فمر بسلمان بن ربيعة الباهلي وزيد بن صوحان، فقال أحدهما: لأنت أضل من جملك هذا، قال الصبي: فلم يزل ذلك في نفسي حتى لقيت عمر بن الخطاب، فذكرت ذلك له، فقال: هديت لسنة نبيك ﷺ. قال شقيق: فكنت أختلف أنا ومسروق إلى الصبي نستذكره، فلقد اختلفنا إليه مرارا أنا ومسروق.
أخرجه النسائي في المجتبى (٥/ ١٤٧/ ٢٧٢١)، وفي الكبرى (٤١/ ٣٦٨٧)، والبخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٣٢٧)، والدارقطني في الأفراد (١/ ١٠٩/ ٥٣ - أطرافه)، وأبو طاهر المخلص في الثامن من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٥٩) (١٦٣٥ - المخلصيات)، وابن حزم في حجة الوداع (٤٧٤). [التحفة (٧/ ٢٠٥/ ١٠٤٦٦)، المسند المصنف (٢٢/ ٢٠٨/ ١٠٠٣٩)].
وهذا حديث صحيح، والآنأنة المذكورة في حديث مجاهد تحمل على السماع الصريح الوارد في رواية: منصور، وعبدة بن أبي لبابة، والأعمش، عن أبي وائل؛ أنه سمع الصبي.
بدليل رواية الحكم بن عتيبة الآتية عن أبي وائل؛ أن الصبي بن معبد كان نصرانيا … ، ثم قال الحكم في آخره: فقلت لأبي وائل: حدثك الصبي؟ فقال: نعم.
• وخالف الحسن بن مسلم عمر بن ذر الهمداني [كوفي، ثقة، سمع مجاهدا] [وعنه: محمد بن الحسن الشيباني، وهو ضعيف، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وهو: لا بأس به، كان يدلس]، وأبان بن صالح [ثقة] [وعنه: ابن إسحاق، وهو: صدوق]:
فروياه عن مجاهد؛ أن الصبي بن معبد أهل بعمرة وحجة بالعذيب، فمر به زيد بن صوحان وسلمان بن ربيعة، فلما سمعا الذي أهل به، قالا: لهذا أضل من جمل أهله، أو أقل عقلا من جمل أهله، فاحتفظ من قولهما، ومضى حتى قدم على عمر بن الخطاب ﵁، فأخبره بالذي صنع وبقولهما، فقال له عمر ﵁: هديت لسنة نبيك محمد ﷺ، مرتين. لفظ عمر بن ذر [عند محمد بن الحسن].
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٣٢٧)، ومحمد بن الحسن في الحجة على أهل المدينة (٢/١٧)، والخطيب في تاريخ بغداد (٢/ ١٩١).
وهذا حديث شاذ، إنما يرويه مجاهد، عن شقيق، عن الصبي.
تنبيه: في رواية أبان عند البخاري: صرح مجاهد بالسماع من الصبي.
قال البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٣٢٧) (٥/ ٥٦٨ - ط الناشر المميز): «صبي بن