دخلت على عمر ﵁ فذكرت له ما قالا؛ قال: إنهما لا يقولان شيئاً؛ هُديت لسنة نبيك. لفظ أبي معاوية [عند محمد بن الحسن، والبيهقي][ووقع في روايته عند الجصاص وهم].
ولفظ يحيى القطان [عند أحمد]: حدثنا شقيق: حدثني الصبي بن معبد - وكان رجلاً من بني تغلب، قال: كنت نصرانياً فأسلمتُ، فاجتهدتُ فلم آلُ، فأهللت بحجة وعمرة، فمررت بالعذيب على سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان فقال أحدهما: أيهما جميعاً؟ فقال له صاحبه: دعه؛ فلَهُو أضل من بعيره، قال: فكأنما بعيري على عنقي، فأتيت عمر، فذكرت ذلك له، فقال لي عمر: إنهما لم يقولا شيئاً، هديت لسنة نبيك ﷺ.
ولفظ وكيع عند الطحاوي: أهللت بهما جميعاً، فمررت بسلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان فعابا ذلك عليَّ، فلما قدمت على عمر ﵁، ذكرت ذلك له، فقال: إنهما لم يقولا شيئاً، هديت لسنة نبيك ﷺ.
ولفظ حفص [عند الطحاوي] قال: كنت حديث عهد بنصرانية، فلما أسلمتُ لم آل أن أجتهد، فأهللت بعمرة وحجة جميعاً، فمررت بالعذيب بسلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان فسمعاني وأنا أُهِلَّ بهما جميعاً، فقال أحدهما لصاحبه: أبهما جميعاً؟ وقال الآخر: دعه؛ فهو أضل من بعيره، قال: فانطلقت وكأن بعيري على عنقي، فقدمت المدينة، فلقيت عمر بن الخطاب ﵁ فقصصت عليه، فقال: إنهما لم يقولا شيئاً، هديت لسنة نبيك.
ورواه داود الطائي مرة مختصراً [عند الطبراني]، ومرة مطولاً بنحوه [عند ابن شاذان].
أخرجه ابن ماجه (٢٩٧٠)، والبخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٣٢٧)[ولم يسق لفظه]، وأحمد (١/٣٧)، ومحمد بن الحسن في الحجة على أهل المدينة (٢/٢٢)، والطيالسي (١/ ٦٠/ ٥٨)[مقروناً بمنصور]، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ (٣٣٧)[وبسنده تحريف]، وابن سعد في الطبقات (٦/ ١٠٢)(٨/ ٢٢٢ - ط الخانجي)[ولم يسق لفظه]، وابن أبي شيبة (٨/ ٢٩٨/ ١٤٨٧٦ - ط الشثري)[سقط من إسناده: الأعمش]، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٣٦٨١/ ١٤٥ و ٣٦٨٢) و (٢/ ١٤٦/ ٣٦٨٣)، والطبراني في الأوسط (٢/٢/١٧٢٥)، وأبو بكر الجصاص في أحكام القرآن (١/ ٣٥٦)، وابن المظفر في حديث شعبة (٥٣)، وأبو علي بن شاذان في حديث ابن قانع وغيره (ق/ ٩٨/ ١٥٧ ب)، والبيهقي (٤/ ٣٥٢)، والضياء في المختارة (١/ ١٣٥/ ٢٤٠). [التحفة (٧/ ٢٠٥/ ١٠٤٦٦)، الإتحاف (١٢/ ١٩٨/ ١٥٤٠٦)، المسند المصنف (٢٢/ ٢٠٨/ ١٠٠٣٩)].
وهذا حديث صحيح.
قال الدارقطني في العلل (٢/ ١٦٦/ ١٩٢): «وهو حديث صحيح، وأحسنها إسناداً: حديث منصور، والأعمش، عن أبي وائل عن الصبي، عن عمر».