كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٢٤ - باب في الإقران - ج: 25 - ص: 532

على أنه لا يوثق بما يعلقه الدارقطني في العلل عن الثقات المشاهير؛ فكثيرا ما يعلق عنهم ما لا يثبت إسناده إليهم، ويقال في مثل هذا: ثبت العرش ثم انقش؛ فإذا ثبت لدينا أن الوليد بن مزيد قد روى هذا الحديث عن الأوزاعي؛ فحينئذ نتكلف الكلام عليه، لاسيما والوليد بن مزيد: ثقة ثبت، من أثبت الناس في الأوزاعي، ولم يصل حديثه هذا إلينا مسندا من وجه صحيح ولا ضعيف فيما وقفت عليه، سوى تعليق الدارقطني هذا، ثم إن في الإسناد ما يدل على وقوع الوهم فيه؛ حيث جعل مسروقا في الإسناد بدل أبي وائل، بين عبدة والصبي، فانقلب عليه الإسناد، وإنما هو مقرون فيه بأبي وائل حيث كان يذهب معه إلى الصبي بن معبد ليسألاه عن هذا الحديث، وقد سمعه عبدة من أبي وائل، لا من مسروق، وسمعه أبو وائل ومسروق معا من الصبي، والذي روى الحديث عن الصبي هو أبو وائل، وليس مسروقا.

لذا قال البيهقي في رسالته للجويني (٨٥): «الصبي بن معبد، وهو تابعي، لم يرو عنه من الثقات إلا: أبو وائل شقيق بن سلمة، وآخر: غلط فيه بعض الرواة، فقال: عن الأوزاعي، عن عبدة، عن مسروق، عن الصبي.

وإنما الصحيح: عن الأوزاعي، عن عبدة، عن شقيق، قال: اختلفت أنا ومسروق إلى الصبي».

٧ - ورواه علي بن الحسين الصوفي البغدادي مجهول. تاريخ بغداد [(١٣/ ٣٣٣)]، وأبو الحسن أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي ترجم له الإسماعيلي في معجم شيوخه (١/ ٣٣٢)، ولم يذكره بجرحة، ووثقه الحاكم والذهبي، لكن قال ابن المنادي: «كتبت عنه على معرفة بلينه، والذين تركوه أحمد وأشهر». تاريخ بغداد (٤/ ٩٨). الأنساب (٣/ ٥٦٦). السير (١٤/ ١٥٣). اللسان [(١/ ٤٣٥)]:

حدثنا يوسف بن واضح [ثقة]، قال: حدثنا قدامة بن شهاب المازني بصري، ليس به بأس. التهذيب [(٣/ ٤٣٣)]، عن برد بن سنان عن عبدة بن أبي لبابة، عن زر بن حبيش، عن الصبي بن معبد التغلبي، قال: كنت رجلا نصرانيا فأسلمت، فسألت أصحاب النبي ﷺ: الحج أفضل أو الجهاد؟ قالوا: الجهاد، وقالوا: الحج. فسألتهم: كيف أصنع؟ فأمروني أن أجمع بينهما، فجمعت بينهما، فمررت بالعذيب وأنا أهل بهما، وبها سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان فلما سمعاني أهل بهما، قال أحدهما لصاحبه: لهذا أضل من بعيره، فقدمت على عمر بن الخطاب، فذكرت ذلك له، فقال: ليس كما قالا، هديت لسنة نبيك ﷺ. قال: وقال عبدة: قال زر: لقد اختلفت إلى منزل الصبي في هذا الحديث مرارا، أو كذا وكذا مرة. لفظ أبي الحسن الصوفي [عند الإسماعيلي].

ولفظ علي الصوفي [عند الطبراني]: عن الصبي بن معبد؛ أنه أهل بحج وعمرة، فذكر ذلك لعمر، فقال: هديت لسنة نبيك ﷺ.

أخرجه الطبراني في الأوسط (٤/ ١٢٦/ ٣٧٨١)، وفي الصغير (١/ ٣٤٥/ ٥٣١)، وفي