أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (١/ ٥٦)، وأبو الفتح الأزدي في المخزون (٤٣)، وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (١/ ١١٠٧/ ٣٦٢)، ومن طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (١/ ١٨٢)[وانقلب في إسناده: شريك، إلى إسرائيل، ولعله من أحد النساخ].
وهذا حديث منكر؛ هديم ليس له صحبة، إنما هو رجل تغلبي من قوم الصبي بن معبد.
• ورواه محمد بن سعيد ابن الأصبهاني [محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي: ثقة ثبت]، ويحيى بن عبد الحميد الحماني [كوفي: صدوق حافظ؛ إلا أنه اتهم بسرقة الحديث. التهذيب (٤/ ٣٧٠)]:
حدثنا شريك، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل، عن الصبي بن معبد، أنه كان حديث عهد بنصرانية، فأراد الحج، فسأل رجلاً من قومه، يقال له: أديم أو هديم، وكان ممن يفقه: كيف يصنع؟ فأمره أن يقرن.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٤٥/ ٣٦٧٥)، وعلقه ابن ناصر الدين الدمشقي في توضيح المشتبه (٩/ ١٤٦)[وبسنده تحريف]. [الإتحاف (١٢/ ١٩٨/ ١٥٤٠٦)].
قلت: وهذا أشبه بالصواب، فإن هديماً التغلبي لم يخبره بأن هذا هو فعل النبي ﷺ، وإنما قال له: اجمعهما ثم اذبح ما استيسر من الهدي، ومع ذلك فإن شريكاً أيضاً لم يضبطه، فرواه بالمعنى، لكونه كان فقيهاً قاضياً، مشهوراً بسوء الحفظ، فقال:«أمره أن يقرن»، ولم يحفظ اسم من سأله الصبي من قومه، فقال: أديم، وشك مرة، وإنما هو: هديم بالهاء، كما أنه قصر بالمتن، فلم يذكر قصة زيد بن صوحان وسلمان بن ربيعة، ولا أن الصبي قدم على عمر بن الخطاب، فحدثه بذلك، فقال له: هُدِيتَ لسنة نبيك ﷺ، وهو موضع الشاهد من الحديث، وكل ذلك من دلائل سوء حفظ شريك، والله أعلم.
• قال أبو بكر البرديجي في طبقات الأسماء المفردة (٤٩): «أديم: روى عنه الصبي بن معبد، واختلف فيه، وهذا حديث شريك عن منصور، يسميه أديم، بالكوفة».
وقال أبو الفتح الأزدي في المخزون (٤٣): «أديم التغلبي: من رهط الصبي بن معبد، تفرد عنه بالرواية: صبي بن معبد، ثم ساقه وقال: وروى الحديث عن منصور جماعة، فلم يذكروا في حديثهم أديم، ولا أحفظ لأديم عن رسول الله ﷺ تسليماً كثيراً غير هذا، ولا حدث به هكذا غير منصور».
وقال الدارقطني في المؤتلف والمختلف (٤/ ٢٣٠١): «وأما هديم بالدال، فهو في حديث: منصور عن أبي وائل عن الصبي بن معبد، قال: أردت الجمع بين الحج والعمرة، فلقيت رجلاً من قومي، يقال له: هديم، وقال علي بن حكيم عن شريك عن منصور: يقال له: أديم بالألف. والمحفوظ بالهاء».