المني، فقام النبي ﷺ فينا فقال:«لقد علمتم أني أتقاكم الله وأحزمكم وأبركم، ولولا هديي لحللت، فحلّوا، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت»، فحللنا وسمعنا وأطعنا.
وقدم علي بن أبي طالب من سعايته، فقال له النبي ﷺ:«بما أهللت يا علي؟»، قال: بما أهل به النبي ﷺ، قال:«فاهدِ، وامكث حراماً كما أنت»، وأهدى له علي هدياً.
فقال سراقة بن مالك بن جعشم متعتنا هذه يا رسول الله! ألعامنا هذا أو لأبد؟ قال:«بل لأبد».
أخرجه البخاري (١٥٥٧ و ٢٥٠٥ و ٢٥٠٦ و ٤٣٥٢ و ٧٣٦٧)، ومسلم (١٤١/ ١٢١٦)، وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٧٨٧).
٥ - وروى عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: حدثنا حبيب المعلم، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله ﵄، قال: أهل النبي ﷺ هو وأصحابه بالحج، وليس مع أحد منهم هدي غير النبي ﷺ وطلحة، وقدم علي من اليمن، ومعه هدي، فقال: أهللت بما أهل به النبي ﷺ، فأمر النبي ﷺ أصحابه أن يجعلوها عمرة، ويطوفوا، ثم يقصروا ويحلوا، إلا من كان معه الهدي، فقالوا: ننطلق إلى منى وذَكَرُ أحدنا يقطرُ، فبلغ النبي ﷺ، فقال:«لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديتُ، ولولا أن معي الهدي لأحللت»، وحاضت عائشة ﵂، فنسكت المناسك كلها، غير أنها لم تطف بالبيت، فلما طهرت طافت بالبيت، قالت: يا رسول الله، تنطلقون بحجة وعمرة، وأنطلق بحج؟ فأمر عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج معها إلى التنعيم، فاعتمرت بعد الحج.
أخرجه البخاري (١٦٥١ و ١٧٨٥). وأبو داود (١٧٨٩). وتقدم تخريجه في موضعه من السنن (١٧٨٩).
• ورواه يزيد بن زريع، عن حبيب، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله ﷺ فلبينا بالحج، وقدمنا مكة لأربع خلون من ذي الحجة، فأمرنا النبي ﷺ أن نطوف بالبيت وبالصفا والمروة، وأن نجعلها عمرة، ولنحِلَّ، إلا من كان معه هدي، قال: ولم يكن مع أحد منا هدي غير النبي ﷺ وطلحة، وجاء علي من اليمن معه الهدي، فقال: أهللت بما أهل به رسول الله ﷺ … . وذكر الحديث بطوله.
أخرجه البخاري (٧٢٣٠)، وتقدم تخريجه في الموضع السابق ذكره من السنن.
٦ - وروى يزيد بن أبي زياد الكوفي، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ، قال: قدمنا مع رسول الله ﷺ حجاجاً، فأمرهم فجعلوها عمرة، ثم قال:«لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما فعلوا، ولكن دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة»، ثم أنشب أصابعه بعضها في بعض، فحل الناس إلا من كان معه هدي.
وقدم علي من اليمن، فقال له رسول الله ﷺ:«بم أهللت؟»، قال: أهللت بما أهللت به، قال:«فهل معك هدي؟، قال: لا، قال: فأقم كما أنت، ولك ثلث هديي»، قال: وكان مع رسول الله ﷺ مائة بدنة. لفظ خالد [عند أحمد (١/ ٢٥٣)، والطبراني (١١١١٧)].