٤ - وروى ابن جريج: أخبرني عطاء بن أبي رباح قال: سمعت جابر بن عبد الله ﵄، في ناس معي، قال: أهللنا أصحاب محمد ﷺ بالحج خالصاً وحده، قال عطاء: قال جابر: فقدم النبي ﷺ صبح رابعة مضت من ذي الحجة، فأمرنا أن نحل، قال عطاء: قال: «حِلُّوا، وأصيبوا النساء»، قال عطاء: ولم يعزم عليهم، ولكن أحلهن لهم، فقلنا: لما لم يكن بيننا وبين عرفة إلا خمس؛ أمرنا أن نفضي إلى نسائنا، فنأتي عرفة تقطر مذاكيرنا المني، قال: يقول جابر بيده - كأني أنظر إلى قوله بيده يحركها - قال: فقام النبي ﷺ فينا، فقال:«قد علمتم أني أتقاكم الله وأصدقكم وأبركم، ولولا هديي لحللت كما تحلون، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، فحلُّوا»، فحللنا وسمعنا وأطعنا.
قال عطاء: قال جابر: فقدم عليّ من سعايته، فقال:«بم أهللت؟»، قال: بما أهل به النبي ﷺ، فقال له رسول الله ﷺ:«فأهدِ وامكث حراماً»، قال: وأهدى له علي هدياً.
فقال سراقة بن مالك بن جعشم: يا رسول الله! ألعامنا هذا أم لأبد؟ فقال:«لأبد». لفظ يحيى القطان [عند مسلم].
ولفظ حماد بن زيد [عند البخاري (٢٥٠٥ و ٢٥٠٦)، وأبي نعيم في مستخرجه عليه، والطبراني (٦٥٧٣)]، قال: أخبرنا عبد الملك بن جريج، عن عطاء، عن جابر:
وعن طاووس، عن ابن عباس ﵃، قالا: قدم النبي ﷺ وأصحابه صبح رابعة من ذي الحجة مهلين بالحج، لا يخلطهم شيء، فلما قدمنا أمرنا فجعلناها عمرة، وأن نحل إلى نسائنا، ففشت في ذلك القالة، قال عطاء: فقال جابر: فيروح أحدنا إلى منى، وذكره يقطر منيَّاً! فقال جابر بكفه، فبلغ ذلك النبي ﷺ، فقام خطيباً، فقال:«بلغني أن أقواماً يقولون كذا وكذا، والله لأنا أبر وأتقى الله منهم، ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، ولولا أن معي الهدي لأحللت».
فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله! هي لنا أو للأبد؟ فقال:«لا، بل للأبد».
قال: وجاء علي بن أبي طالب، فقال أحدهما يقول: لبيك بما أهل به رسول الله، وقال الآخر: لبيك بحجة رسول الله ﷺ، فأمر النبي ﷺ أن يقيم على إحرامه، وأشركه في الهدي. والسياق للبخاري.
ولفظ عبد الرزاق [في المصنف]، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: قال عطاء: من أهل من خلق الله ممن له متعة بالحج خالصاً، أو بحج وعمرة جميعاً، فهي متعة؛ سنة الله وسنة رسوله، ثم أخبرني أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أهللنا أصحاب رسول الله ﷺ بالحج خالصاً، ليس معه عمرة، فقدم النبي ﷺ مكة صبح رابعة مضت من ذي الحجة، فلما قدمنا أمرنا النبي ﷺ أن نحل، فقال:«حلوا، وأصيبوا النساء»، قال عطاء: ولم يعزم عليهم أن يصيبوا النساء، ولكن أحلهن لهم، قال عطاء: قال جابر: فبلغه عنا أنا نقول: لما لم يكن بيننا وبين عرفة إلا خمس أمرنا أن نحل إلى نسائنا نأتي عرفة تقطر مذاكيرنا