٢ - وروى عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر … وذكر حديث الحج بطوله،
وفيه: وقدم علي من اليمن ببدن النبي ﷺ، فوجد فاطمة ﵂ ممن حل، ولبست ثياباً صبيغاً، واكتحلت فأنكر ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا، قال: فكان علي يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله ﷺ محرشاً على فاطمة للذي صنعت مستفتياً لرسول الله ﷺ فيما ذكرت عنه، فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها، فقال:«صدقت، صدقتْ، ماذا قلت حين فرضت الحج؟»، قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك، قال:«فإن معي الهدي فلا تحل»، قال: فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي ﷺ مائة، قال: فحلَّ الناسُ كلُّهم وقصَّروا، إلا النبي ﷺ ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج، … وذكر الحديث بطوله.
وفيه أيضاً: ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بيده، ثم أعطى علياً فنحر ما غبر، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قدر، فطبخت، فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها، … الحديث.
أخرجه مسلم (١٢١٨ و ١٢٦٣)، وأبو داود (١٨١٣ و ١٩٠٥ - ١٩٠٩)، ويأتي تخريجه مفصلاً في موضعه من السنن إن شاء الله تعالى، وقد اقتصرت منه على موضع الشاهد.
٣ - وروى هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، وبشر بن المفضل [ثقة ثبت]، وزهير بن معاوية [ثقة ثبت]، ويزيد بن هارون [ثقة متقن]، وسهل بن يوسف [الأنماطي: بصري، ثقة]، ومحمد بن إبراهيم بن أبي عدي [ثقة]، وحماد بن سلمة [ثقة][وعنه: حجاج بن منهال]، ويحيى بن أيوب الغافقي [ليس به بأس]:
قال هشيم [عند أحمد ومسلم وغيرهما]: أخبرنا حميد الطويل: أخبرني بكر بن عبد الله المزني، قال: سمعت أنس بن مالك يحدث، قال: سمعت النبي ﷺ يلبي بالحج والعمرة جميعا.
قال [بكر]: فحدثت بذلك ابن عمر، قال: فقال ابن عمر لبى بالحج وحده. قال [بكر]: فلقيت أنساً فحدثته بقول ابن عمر، فقال أنس: ما يعدوننا إلا كالصبيان [وفي رواية: ما تعدوننا إلا صبياناً!]، سمعت رسول الله ﷺ يقول:«لبيك عمرة وحجاً»، معاً.
وقال بشر بن المفضل [عند البخاري]: عن حميد الطويل: حدثنا بكر؛ أنه ذكر لابن عمر، أن أنساً حدثهم؛ أن النبي ﷺ أهل بعمرة وحجة.
فقال: أهل النبي ﷺ بالحج وأهللنا به معه، فلما قدمنا مكة، قال:«من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة»، وكان مع النبي ﷺ هدي، فقدم علينا علي بن أبي طالب من اليمن حاجاً، فقال النبي ﷺ: بم أهللت؟ فإن معنا أهلك، قال: أهللت بما أهل به النبي ﷺ، قال:«فأمسك فإن معنا هدياً»
أخرجه البخاري (٤٣٥٤) ومسلم (١٨٥/ ١٢٣٢). [تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٧٧٤)].