للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه».

وقال البزار: «ولا نعلم أسند الأصفر عن أنس، إلا هذا الحديث».

وقال الدارقطني: «لا أعلم رواه عن سليم بن حيان غير عبد الصمد».

قلت: لو أنه رجع لمسند أحمد لوجده عنده من رواية بهز عن سليم، ولو رجع لصحيح مسلم لوجده عنده من رواية ابن مهدي وبهز عن سليم، ولو رجع لصحيح ابن حبان لوجده عنده من رواية بهز، فكيف يسوغ أن يقول: لا أعلم رواه غير عبد الصمد؛ إلا مع عدم العلم بما رواه أحمد ومسلم وابن حبان وغيرهم ممن روى هذا الحديث في مصنفاتهم.

وهو حديث صحيح، متفق على صحته.

• ورواه أبو بريد عمرو بن يزيد الجرمي [ثقة، شيخ للنسائي وأبي حاتم. التهذيب (٣/ ٣١٣) قال: نا السميدع بن واهب، قال: ثنا شعبة، عن مروان الأصفر، عن أنس بن مالك، قال: لما قدم علي بن أبي طالب من اليمن، قال له النبي : «بما أهللت؟»، قال: بإهلال النبي ، فقال النبي : «لولا أن معي هدياً لأحللت».

أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ١٨٧/ ٦١٤٧)، قال: حدثنا محمد بن زهير الأبلي، قال: نا أبو بريد عمرو بن يزيد الجرمي به.

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا السميدع بن واهب، تفرد به أبو بريد».

قلت: هذا حديث منكر من حديث شعبة، تفرد به عنه دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم وشهرتهم: السميدع بن واهب الجرمي البصري، ليس له في الكتب الستة سوى حديث واحد، رواه النسائي في الكبرى (٦/ ٢٣١/ ٦٦٢٩)، وقد أخطأ فيه على شعبة، وقال روح بن عبادة: «كان السميدع من النظارة على شعبة»، يعني: أنه لم يكن من أصحابه المقربين الذين يكتبون عنه، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: «ربما أغرب»، ويبدو أن أبا حاتم لم يسبر حديثه، حين قال عنه: «شيخ صدوق، مات قديماً، روى عن شعبة سبعة آلاف حديث»، فإن له أوهاماً على شعبة، وغرائب [الجرح والتعديل (٤/ ٣٢٦). الثقات (٨/ ٣٠٣). التهذيب (٥/ ٤٥٣ - ط دار البر)].

ومحمد بن زهير بن الفضل أبو يعلى الأبلي: قال الدارقطني: «لين»، وقال حمزة السهمي في سؤالاته للدارقطني: «وسألته عن محمد بن زهير بن الفضل أبي يعلى بالأبلة؟ فقال: ما كان به بأس، قد أخطأ في أحاديث. سألت أبا محمد الحسن بن علي البصري عن أبي يعلى بن زهير؟ فقال: اختلط في آخره عمره قبل موته بسنتين، ومات في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وأدخل عليه فتى من أهل حران يفهم - يقال له: ابن علوان - حديث ابن الرداد»، وقال ابن غلام الزهري: «اختلط قبل موته بسنتين». [سؤالات السلمي (٣١٧). سؤالات السهمي (٨٣). تاريخ الإسلام (٧/ ٣٤٦). الميزان (٣/ ٥٥١). الكواكب النيرات (٦١). اللسان (٧/ ١٤٢)].

<<  <  ج: ص:  >  >>