للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أخرجه الترمذي (٩٣٢)، تقدم تخريجه برقم (١٧٩٢)، وإسناده جيد في المتابعات.

ومما قلت هناك: وبناءً على ذلك: فما هو القدر المحفوظ من هذا الحديث عن يزيد بن أبي زياد؟ لاسيما وقد علمنا أن قد رواه شعبة عن الحكم بن عتيبة، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله : «هذه عمرة استمتعنا بها، فمن لم يكن معه هدي فليحل الحلّ كله، فقد دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة». [أخرجه مسلم (٢٠٣/ ١٢٤١)، وتقدم برقم (١٧٩٠)].

فيقال: رواية هشيم، وبعض رواية الجماعة، مما يتفق مع ما جاء في رواية الحكم عن مجاهد، فهذا هو المحفوظ، وما عداه مما انفرد به يزيد عن مجاهد، ولم يتابعه عليه الحكم: فهو غير محفوظ.

مثل زيادة: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما فعلوا»، ومثل قصة علي: وقدم علي من اليمن، فقال له رسول الله : «بم أهللت؟»، قال: أهللت بما أهللت به، قال: «فهل معك هدي؟، قال: لا، قال: فأقم كما أنت، ولك ثلث هديي»، قال: وكان مع رسول الله مائة بدنة. كل ذلك غير محفوظ من حديث مجاهد؛ لاسيما وقد نفى عن علي سوق الهدي، فقد ثبت من حديث: حبيب المعلم، عن عطاء: حدثني جابر بن عبد الله؛ أن النبي أهل وأصحابه بالحج، وليس مع أحد منهم هدي غير النبي وطلحة، وكان علي قدم من اليمن ومعه الهدي، فقال: أهللت بما أهل به رسول الله ، … الحديث [أخرجه البخاري (١٦٥١ و ١٧٨٥)، وتقدم برقم (١٧٨٩)]، والله أعلم.

٧ - وروى مروان بن معاوية الفزاري [ثقة حافظ، من الثامنة]، قال: نا أبو مالك الأشجعي [سعد بن طارق: كوفي، ثقة، من الرابعة]، عن سالم بن أبي الجعد كوفي، ثقة، يرسل، من الثالثة، عن محمد بن الحنفية؛ أن علياً أقبل من اليمن، فلما أتى البطحاء لبى؛ فسمعت فاطمة تلبيته، فدخلت، فسمع النبي فخرج إليه، فقال له: «بما أهللت؟»، قال: لما بلغني أنك خارج؛ قلت: لبيك بما أهل به رسول الله ، قال: «قد أحسنت، هل جئتني معك بشيء؟»، قال: نعم، جئت بجزورين، واحد لي ولك واحد، قال: «فأقم كما أنت»، قال: فدخل علي على فاطمة، وقد لبست ثياب صبغ، فقال لها: من أمرك بهذا؟ قالت: أمرني به رسول الله ، قال علي: فأتيت رسول الله محرشاً على فاطمة، فقال رسول الله : «صدقت؛ أنا أمرتها بهذا»، … وذكر في الحديث أنه قال: «فأقم كما أنت وعليك الهدي الأعلى. قال سالم: سألت محمد بن الحنفية: ما الهدي الأعلى؟ قال: ذات خف من إبل أو بقر.

أخرجه أبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٤/ ٢٣١/ ٨٧٨)، قال: نا العباس بن يزيد البحراني؛ فيما قرأت عليه عن مروان بن معاوية الفزاري به.

قال أبو علي الطوسي: هذا حديث حسن غريب».

<<  <  ج: ص:  >  >>