الوداع، عن سراقة، وأبي طلحة، والهرماس بن زياد الباهلي، وروي عن أم سلمة أم المؤمنين: أنه أمر أهله بالقران».
قال أبو محمد ﵀:«فظاهر الأمر: أن الرواية مختلفة عن عائشة، وجابر، وابن عمر، وابن عباس؛ فإن هؤلاء - عنهم - كما ذكرنا - ما يدل على الإفراد للحج، وما يدل على التمتع، وما يدل على القران، حاشا جابراً؛ فإنه إنما روي عنه القران والإفراد فقط، وحاشا سراقة؛ فإنه إنما روي عنه التمتع والقران فقط، وكذلك أيضاً: عن عمر، وعلي، وعمران؛ فإنه روي عنهم التمتع والقران. وأما عثمان، وسعد، ومعاوية؛ فلم يرو عنهم أن النبي ﷺ كان إلا متمتعاً فقط، وكذلك الاستدلال من حديث أبي موسى أيضاً إنما يدل على التمتع فقط؛ لأنه أخبر النبي ﷺ بأنه أهل إهلالاً كإهلال رسول الله ﷺ، فأمره رسول الله ﷺ بأن يحل بعمرة وحج من شهره ذلك. وأما حفصة، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، وأبو قتادة، وابن أبي أوفى؛ فلم يرو عنهم من فعله ﵇ شيء غير القران فقط. فأما عن صحة البحث وتحقيق النظر فليس شيء من ذلك مضطرباً، بل كله متفق، والحمد لله رب العالمين على ما بينته إن شاء الله ﷿، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
* * *
١٧٩٧ - قال أبو داود حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا حجاج: حدثنا يونس، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: كنت مع علي حين أمره رسول الله ﷺ على اليمن، قال: فأصبتُ معه أواقاً [وفي نسخة: أواقي]، فلما قدم علي من اليمن على رسول الله ﷺ، قال: وجدت فاطمة ﵂ قد لبست ثياباً صبيغاً [وفي نسخة: صبيغات]، وقد نضحتِ البيتَ بنَضوح، فقالت: ما لك؟ فإن رسول الله ﷺ قد أمر أصحابه فأحلُّوا، قال: قلتُ لها: إني أهللت بإهلال النبي ﷺ، قال: فأتيتُ النبي ﷺ، فقال لي:«كيف صنعت؟»، فقال: قلت: أهللت بإهلال النبي ﷺ، قال:«فإني قد سقتُ الهدي وقرنت»، قال: فقال لي: «انحر من البدن سبعاً وستين أو ستاً وستين، وأمسك لنفسك ثلاثاً وثلاثين، أو أربعاً وثلاثين، وأمسك لي من كل بَدَنةٍ منها بَضعةً».
حديث شاذ بهذا السياق
• رواه أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبو بكر محمد بن إسحاق الصاغاني، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي، وجعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي [وهم ثقات حفاظ]، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ المكي [راوي سنن سعيد بن منصور: ثقة. الثقات (٩/ ١٥٢). سؤالات السهمي (٥). التقييد (٨٨).