كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٢٤ - باب في الإقران - ج: 25 - ص: 509

والفلاس رابعُ الثلاثة الأثباتِ في قتادة، قال علي بن المديني في أصحاب قتادة: «كان هشام أرواهم عنه، وكان سعيدٌ أعلمهم به، وكان شعبةُ أعلمهم بما سمع قتادةُ وما لم يسمع، ولم يكن همام عندي بدون القوم في قتادة» [السير (٧/ ٢٩٨)]. التهذيب [(٤/ ٢٨٤)]

وقال عمرو بن علي الفلاس: «الأثبات من أصحاب قتادة: ابن أبي عروبة، وهشام، وشعبة، وهمام رابع القوم عندي»، وقال ابن المبارك: «همام: ثبت في قتادة»، وقال ابن عدي: «أحاديثه مستقيمة عن قتادة» [الكامل (٨/ ٤٤٣). السير (٧/ ٣٠٠). التهذيب (٤/ ٢٨٥)].

وقال البيهقي (٥/١٠): «وإنما يقول ذلك أنس على ما عنده من أنه قَرَن، وقد روي أيضاً عن غير أنس بن مالك، وفي ثبوته نظر».

قلت: قد ثبت عن أنس من طرق صحيحة متواترة لا يمكن الطعن فيها، أنه سمع النبي ﷺ يهل بهما جميعاً، وقد ثبت ذلك أيضاً عن عدد من الصحابة، وسيأتي بيان ذلك؛ بما لا يدع مجالاً للشك أن النبي ﷺ كان قارناً.

وانظر أيضاً: إكمال المعلم (٤/ ٣٣٠). الكواكب الدراري (٥/٩). الفتح لابن حجر (٣/ ٦٠٢). إرشاد الساري (٣/ ٢٦٤). وغيرها.

• قال ابن حزم في حجة الوداع (٤٢١): «فهؤلاء ستة عشر من الثقات كلهم متفقون عن أنس؛ على أن لفظ النبي ﷺ كان إهلالاً بحجة وعمرة معاً، وهم: الحسن بن أبي الحسن البصري، وأبو قلابة، وحميد بن هلال، وحميد بن عبد الرحمن الطويل، وقتادة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وثابت البناني، وبكر بن عبد الله بن المزني، وعبد العزيز بن صهيب، وسليمان التيمي، ويحيى بن أبي إسحاق، وزيد بن أسلم، ومصعب بن سليم، وأبو أسماء، وأبو قدامة، وأبو قزعة، وهو: سويد بن حجير الباهلي، روى عنه ابن جريج، وشعبة». قال أبو محمد ﵀: «وأظن بأن أبا أسماء هو إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، وأن أبا قدامة هو عاصم بن حشر».

قلت: بل أبو أسماء هو: الصيقل، أحد شيوخ أبي إسحاق السبيعي المجاهيل، قال أبو زرعة الرازي: «لا أعرف اسمه»، وأبو قدامة الحنفي هو: محمد بن عبيد، ويقال: محمد بن عبد الله بن أبي قدامة الحنفي، تقدمت ترجمته.

قلت: ويُزاد عليهم ممن صح الإسناد إليهم: سالم بن أبي الجعد، وأما من لم يصح الإسناد إليهم: فهم جماعة.

وقال أيضاً (٤٢٢): «وهؤلاء اثنا عشر من الصحابة بالأسانيد الصحاح؛ كلهم يصف بغاية البيان أن رسول الله ﷺ كان قارناً، وهم: عائشة أم المؤمنين، وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن العباس، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعمران بن الحصين، والبراء بن عازب، وحفصة أم المؤمنين، وأنس بن مالك، وأبو قتادة، وابن أبي أوفى. وقد روي أيضاً: أنه ﷺ قَرَن بين حجة وعمرة في حجة