فإفراده أبا طلحة بالسماع؛ يصحح أنه لم يسمع النبي ﷺ، وهذا مما يثبت رواية الجماعة، ويسقط الشاذ المعلول من وجه التأويل».
فيقال: فما تقول فيما وصل إلينا بأسانيد صحيحة كالشمس عن أنس، والتي تثبت سماعه من النبي ﷺ وحده؟
• فقد روى يحيى بن أبي إسحاق، وعبد العزيز بن صهيب، وحميد الطويل، عن أنس بن مالك؛ أنهم سمعوه يقول: سمعت رسول الله ﷺ يلبي بالحج والعمرة جميعاً، يقول: «لبيك عمرة وحجاً، لبيك عمرة وحجاً».
• وروى يحيى بن أبي إسحاق، وحميد الطويل، قال يحيى: سمعت أنساً، يقول: سمعت النبي ﷺ يقول: «لبيك عمرة وحجاً». وقال حميد: قال أنس: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لبيك بعمرة وحج».
• وروى ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: إني عند ثفنات ناقة رسول الله ﷺ عند الشجرة، فلما استوت به قائمة، قال: «لبيك بعمرة وحجة»، معاً، وذلك في حجة الوداع.
• وروى بكر بن عبد الله المزني، قال: سمعت أنس بن مالك يحدث، قال: سمعت النبي ﷺ يلبي بالحج والعمرة جميعاً.
• وروى الحسن البصري، عن أنس بن مالك: أن رسول الله ﷺ صلى الظهر بالبيداء، ثم ركب وصعد جبل البيداء فأهل بالحج والعمرة حين صلى الظهر.
• وروى مصعب بن سليم، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: أهل رسول الله ﷺ بحجة وعمرة.
• وروى سالم بن أبي الجعد، قال: أخبرني أنس بن مالك، قال: والله إن رجلي لتمس رجل رسول الله ﷺ، وإنه ليهل بهما جميعاً.
وفي رواية قال: حدثني أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله ﷺ يلبي بالحج والعمرة جميعاً، وإن ركبتي لتصيب ركبته.
• وروى سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك؛ أن رسول الله ﷺ صرخ بهما جميعاً. أو: لبى بهما جميعاً.
• ورواه هشام، عن قتادة، عن أنس؛ أن رسول الله ﷺ أهل بالحج والعمرة جميعاً.
• وروى معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لبيك بعمرة وحج». وفي رواية: سمعت النبي ﷺ يلبي بهما جميعاً.
وراجع بقية الطرق فيما تقدم، وسيأتي تفصيل طرق حديث أبي قلابة عن أنس، في الحديث الآتي.
والسنة تثبت بما هو أدنى من ذلك، فكيف وقد تواتر عن أنس سماعه من النبي ﷺ أنه لبى بالحج والعمرة جميعاً، فقال: «لبيك عمرة وحجاً»؟!