أخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٧٤/ ١٧٠٧ - إتحاف المهرة). وابن الأعرابي في المعجم (٣/ ٩٥٧/ ٢٠٣٣). والطبراني في الأوسط (٥/٧/ ٤٥١٩). والمهلب بن أبي صفرة في المختصر النصيح (٢/ ١٣٢). والخطيب في تالي تلخيص المتشابه (١/٤٠/ ١١١). [الإتحاف (٢/ ٢٧٤/ ١٧٠٧)].
قال الطبراني:«لم يرو هذا الحديث عن مالك بن دينار إلا عمر بن عامر، تفرد به: سالم بن نوح».
وهذا الاختلاف عندي: إنما هو من سالم بن نوح نفسه، فالذين اختلفوا عليه بعضهم ثقات حفاظ، مثل: عمرو بن علي الفلاس، وبندار محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، وقتيبة بن سعيد، وفي الإسناد إلى أحدهم مقال، ومنهم الثقة، مثل: إسحاق بن بهلول، ومنهم الصدوق، مثل: سلم بن قادم، ومنهم لين الحديث، مثل: أبي سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور، لقبه كُربُزان، وهو: ليس بالقوي، حدث بأشياء لا يتابعه أحد عليها [الجرح والتعديل (٥/ ٢٨٣). الكامل (٤/ ٣١٩). سؤالات الحاكم (١٤٥). الإرشاد (٢/ ٥٠٩). تاريخ بغداد (١٠/ ٢٧٣). السير (١٣/ ١٣٨). اللسان (٥/ ١٢٧). الثقات لابن قطلوبغا (٦/ ٣٠٤). وله أوهام تقدمت له معنا في السنن].
قلت: هذا حديث ضعيف مضطرب، تفرد به: عمر بن عامر السلمي، وقد ضعفه جماعة، وليس هو بالقوي [انظر: التهذيب (٣/ ٢٣٦)(٩/ ٧٤٤ - ط دار البر). الميزان (٣/ ٢٠٩)]، وعاصم بن سليمان الأحول: بصري ثقة، وعامر بن عبد الواحد الأحول البصري: ليس بالقوي، وقال فيه أبو حاتم:«ثقة، لا بأس به»، فسأله ابنه: يحتج بحديثه؟ قال:«لا بأس به»، وقال ابن معين:«ليس به بأس»، وقال ابن عدي:«لا أرى برواياته بأساً»، وقال الساجي:«يحتمل لصدقه، وهو صدوق»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في المشاهير:«من ثقات أهل البصرة ومتقنيهم»، وروى له مسلم حديثاً [انظر: التهذيب (٢/ ٢٦٩). الميزان (٢/ ٣٦٢). وراجع فضل الرحيم الودود (٥/ ٣٥٠/ ٤٤٧) و (٦/١٥/ ٥٠٢) و (٦/ ٥٠٣/ ٥٧٩) و (٧/ ٦٤٣/ ٢٥٤) و (١٧/ ٢٩٥/ ١٤٣١)].
وسالم بن نوح العطار: ليس به بأس، لكن له غرائب وأفراد لينوه بسببها [انظر: التهذيب (١/ ٦٨٠). الميزان (٢/ ١١٣)]، وهذا منها، وقد اضطرب في إسناده ومتنه [وانظر في مناكيره أيضاً: ما تقدم تحت الحديث رقم (٦٠٧)، الشاهد السادس، وما تحت الحديث رقم (٩٥٦)].
والعجيب أن بعضهم قد احتج بهذا الحديث الضعيف على أن أنساً إنما أراد أبا طلحة، وأنه هو الذي قرن، وليس النبي ﷺ، ومنهم المهلب بن أبي صفرة، فكان مما قال في المختصر النصيح (٢/ ١٣٢): «فهذا الحديث يرد قوله: سمعتهم، وسمعت النبي ﷺ، لأن سماعه لم يكن إلا لمن قرن، لا أنه سمع النبي ﵇!
إذ من روى عن أنس: سمعت النبي؛ ليس بذاك، ولم يخرجه البخاري لذلك،