للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال أبو عوانة (٩/ ٤٣٨): «لم يروه عن شعبة غير روح».

وقال أبو عبيد: «والعُرُش: بيوت مكة، يعني: أنه مقيم بها وهو يومئذ كافر».

وقال في الغريب (٥/٢٣): «قوله: العُرُش: يعنى بيوت مكة، سميت العُرُش؛ لأنها عيدان تنصب ويظلل عليها، وقد يقال لها أيضاً: عُرُوش، ومنها حديث ابن عمر؛ أنه كان يقطع التلبية في العمرة إذا نظر إلى عروش مكة. فمن قال: عُرُش؛ فواحدها عريش، وجمعه عُرش، مثل: قَليب وقُلُب، وسَبيل وسُبُل، وطريق وطرق، ومن قال: عُروش، فواحدها عرش، وجمعه عروش مثل فلس وفلوس، وسرج وسروج، ولم يرد سعد بقوله: كافر بالعرش، معنى قول الناس: كافر بالله، وكافر بالنبي ، إنما أراد أنه كافر، وهو يومئذ مقيم بالعُرُش بمكة، ولم يسلم ولم يهاجر، كقولك: فلان كافر بأرض الروم: أي كافر وهو مقيم بها».

وقال الخطابي في إصلاح غلط المحدثين (١/ ٥٢): «يريد بالعرش: بيوت مكة، جمع عريش. يريد أنه كافر، وهو مقيم بمكة. وبعضهم يرويه: وهو كافر بالعرش، وهو غلط».

وقال البيهقي في الكبرى: «وأراد سعد بن أبي وقاص بما قال: معاوية بن أبي سفيان، وأراد بالعُرُش: بيوت مكة، وذلك بيّن في رواية مروان الفزاري عن التيمي».

وقال أبو علي الجياني في تقييد المهمل (٢/ ٤٠٣): «غنيم بن قيس: يكنى أبا العنبر، تابعي مخضرم، روى عنه سليمان التيمي، روى له مسلم وحده في كتاب الحج، سألت سعد بن أبي وقاص عن المتعة، فقال: فعلناها وهذا يومئذ كافر بالعرش، يعني: بيوت مكة، والمشار إليه: معاوية بن أبي سفيان».

وقال القاضي عياض في إكمال المعلم (٤/ ٢٩٩): «الأولى أن يحمل الكفر هاهنا على المعروف، وأن المراد بالمتعة المذكورة الاعتمار في أشهر الحج، والإشارة بذلك إلى عمرة القضاء لأنها كانت في ذي القعدة، وقد قيل: إن في هذا الوقت كان إسلام معاوية، والأظهر أنه من مسلمة الفتح، وأما غير هذه من عمرة الجعرانة وإن كانت أيضاً في ذي القعدة، فمعاوية قد كان أسلم ولم يكن مقيماً بمكة، وكان في عسكر النبي إلى هوازن في جملة أهل مكة، وكذلك في حجة الوداع لم يكن معاوية ممن تخلف عن الحج مع النبي ، ولا تخلف عنه غيره، إلا أن يكون أراد فسخ الحج في العمرة التي صنعها من قدم مع النبي ، فمعاوية أيضاً لا يثبت أنه كان مقيماً بمكة حينئذ، وكيف وقد استكتبه النبي وكان معه بالمدينة، فلم يكن حينئذ مقيماً بمكة، وقال بعضهم: كافر بالعرش: بفتح العين وسكون الراء، وتأوله عرش الله سبحانه، وهو تصحيف».

وقال ابن تيمية في شرح عمدة الفقه (٤/ ٣١٥ - ط عطاءات العلم): «ويشبه - والله أعلم - أن يكون سعد إنما عنى العمرة في أشهر الحج في الجملة، وعنى عمرة القضية، لأن معاوية كان مسلماً في حجة الوداع، ولم يكن بمكة يومئذ كافر».

<<  <  ج: ص:  >  >>