قال: حدثنا أبو شيخ الهنائي، قال: سمعت معاوية، … فذكر الحديث؛ إلا أنه قال في موضع الشاهد: ألستم تعلمون أن رسول الله ﷺ نهى أن يجمع بين الحج والعمرة، قالوا: اللهم نعم. فأقره الصحابة على النهي عن القرآن.
وهذا خلاف ما رواه قتادة: ففي رواية هشام الدستوائي وغيره عن قتادة، قال في موضع الشاهد: أتعلمون أن النبي ﷺ نهى أن يُقرن بين الحج والعمرة؟ قالوا: اللهم لا، قال: والله، إنها لمعهن. فلم يقره الصحابة على هذا النهي.
وبذا تخرج رواية بيهس عن المتابعة في موضع الشاهد، وإن كان تابع قتادة في رواية أبي شيخ الهنائي عن معاوية بلا واسطة، بل وأثبت له السماع منه.
ب - ورواه مطر بن طهمان الوراق [صالح الحديث، أخرج له مسلم في المتابعات]، عن أبي شيخ، قال: بينما نحن مع معاوية في بعض حجاته؛ إذ جمع رهطاً من أصحاب محمد ﷺ، فقال لهم: ألستم تعلمون أن رسول الله ﷺ نهى عن لبس الذهب إلا مقطعاً؟ قالوا: اللهم نعم. لفظ النسائي في المجتبى، وفي الموضع الأول من الكبرى.
ولفظ النسائي في الموضع الثاني من الكبرى: عن أبي شيخ، قال: بينا نحن مع معاوية؛ إذ جمع رهطاً من أصحاب محمد ﷺ في الكعبة، قال: أتعلمون أن رسول الله ﷺ نهى أن تفترش جلود السباع؟ قالوا: اللهم نعم.
أخرجه النسائي في المجتبى (٨/١٦١/ ٥١٥٢)، وفي الكبرى (٨/٣٦٠/ ٩٣٩١) و (٨/٤٦٩/ ٩٧٣١)، والطبراني في الكبير (١٩/٣٥٤/ ٨٣٠). [التحفة (٨/١٥٢/ ١١٤٥٦)، المسند المصنف (٢٤/ ١١١٤٤/ ٦١٣)].
رواه النسائي بإسناد واحد، قال: أخبرنا أحمد بن حرب [لا بأس به]، قال: حدثنا أسباط [أسباط بن محمد: ثقة]، عن مغيرة [مغيرة بن مقسم الضبي: ثقة متقن، تكلم في حديثه عن إبراهيم النخعي]، عن مطر به.
قلت: وهذا إسناد جيد في المتابعات، لكن ليس فيه موضع الشاهد في النهي عن القران؛ فلا يكون متابعاً لحديث قتادة في موضع الشاهد.
* هكذا رواه عن أبي شيخ عن معاوية: قتادة، وبيهس بن فهدان، ومطر الوراق. ووقع في رواية الثلاثة التصريح بسماع أبي شيخ من معاوية بن أبي سفيان؛ بلا واسطة، وإن كنا لا نعلم سماع قتادة من أبي شيخ هذا، ولم يتابع قتادة على موضع الشاهد.
وخالفهم يحيى بن أبي كثير، فأدخل واسطة بين أبي شيخ ومعاوية، واختلف فيه على يحيى اختلافاً يسيراً:
١ - رواه علي بن المبارك [ثقة، من أصحاب يحيى بن أبي كثير المكثرين عنه]، عن يحيى: حدثني أبو شيخ الهنائي، عن أبي حمان، أن معاوية عام حج، جمع نفراً من أصحاب رسول الله ﷺ في الكعبة، فقال لهم: أنشدكم الله! أنهى رسول الله ﷺ عن لبس
