ولفظ عثمان بن عمر [عند الطبراني]: عن أبي شيخ الهنائي، قال: كنت عند معاوية وعنده ناس من المهاجرين والأنصار، فقال معاوية: أنشدكم الله! ألستم تعلمون أن رسول الله ﷺ نهى عن لبس الذهب إلا مُقطَّعاً؟، قالوا: اللهم نعم، قال: ألستم تعلمون أن رسول الله ﷺ نهى عن الشرب في آنية الفضة؟، قالوا: اللهم نعم، قال: ألستم تعلمون أن رسول الله ﷺ نهى أن يجمع بين الحج والعمرة، قالوا: اللهم نعم.
أخرجه النسائي في المجتبى (٨/ ١٦٣/ ٥١٥٩)، وفي الكبرى (٨/ ٣٦٢/ ٩٣٩٨) و (٨/ ٤٠٣/ ٩٥٢٧)، وأحمد (٤/ ٩٨)، والطبراني في الكبير (١٩/ ٣٥٤/ ٨٢٩). [التحفة (٥/ ٦٥٧/ ٨٥٨٨) و (٨/ ١٥٢/ ١١٤٥٦)، الإتحاف (١٣/ ٣٦٩/ ١٦٨٦٣) و (٩/ ٤١٨/ ١١٥٨٦)، المسند المصنف (١٦/٣٧/٧٤٨٥) و (١٦/٤٩/٧٤٩٦)].
قال النسائي بعد أن رواه من طريق النضر عن بيهس: «خالفه علي بن غراب، رواه عن بيهس، عن أبي شيخ، عن ابن عمر».
وقال أيضا في الموضع الثاني من الكبرى: «خالفه يحيى بن أبي كثير؛ رواه عن أبي شيخ، عن أبي حمان، عن معاوية».
وخالفهم علي بن غراب، قال: حدثنا بيهس بن فهدان، قال: أخبرنا أبو شيخ الهنائي، قال: سمعت ابن عمر، قال: نهى رسول الله ﷺ عن لبس الذهب إلا مقطعاً.
ثم روى له النسائي بنفس الإسناد طرفاً آخر: نهى رسول الله ﷺ عن لبس الحرير.
أخرجه النسائي في المجتبى (٨/ ١٦٣/ ٥١٦٠)، وفي الكبرى (٨/ ٣٦٢/ ٩٣٩٩) و (٨/ ٤٠٢/ ٩٥٢٥). [التحفة (٥/ ٦٥٧/ ٨٥٨٨)، المسند المصنف (١٥/٣٧/٧٤٨٥) و (١٥/٤٩/٧٤٩٦)].
قال النسائي: «حديث النضر أشبه بالصواب، والله تعالى أعلم».
قلت: وهو كما قال، وعلي بن غراب: ليس به بأس، كثير الغرائب والإفرادات، وله أحاديث لا يتابع عليها [التهذيب (٣/ ١٨٦) (٩/ ٥١٦ - ط دار البر). الكامل (٥/ ٢٠٦)]، وهذا منها، وهو هنا قد خالف في إسناده ثلاثة من الثقات، لاسيما وفيهم اثنان من كبار الأثبات وكيع بن الجراح، والنضر بن شميل، ثم لا يُعرف هذا من رواية أبي شيخ عن ابن عمر من وجه آخر؛ فهو حديث غلط.
إنما روى وكيع، عن بيهس بن فهدان، عن أبي شيخ الهنائي، قال: سألت ابن عمر عن قوله تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرُ مَعْلُومَاتٌ﴾، قال: شوال وذو القعدة وذو الحجة. [أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ١٢٨/ ١٤١٥٣ - ط الشثري)، والدارقطني (٣/ ٢٣٤/ ٢٤٥٥)] [الإتحاف (٩/ ٤١٨/ ١١٥٨٦)].
وقال النسائي في الموضع الثاني من الكبرى: «خالفه قتادة؛ رواه عن أبي شيخ، عن معاوية»، وقد رجح قول قتادة في موضع آخر، كما سيأتي.
هـ وعليه: فإن رواية علي بن غراب غلط، والمحفوظ: رواية الجماعة، عن بيهس،
