والحاصل: فإن حديث عائشة: أن رسول الله ﷺ أفرد الحج؛ إنما هو حديث: مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة؛ ولا يضره تفرده بهذا اللفظ، فقد توبع على معناه.
• قال ابن عبد البر في التمهيد (١٢/ ٢٤٤ - ط الفرقان): «هذا أصح حديث يروى عن النبي ﷺ: أنه أفرد الحج. وإليه ذهب مالك في اختياره الإفراد، وأصحابه، وأبو ثور، وجماعة.
وروي ذلك عن أبي بكر وعمر وعثمان وهو أحد قولي الشافعي في اختياره.
وروى محمد بن الحسن عن مالك، أنه قال: إذا جاء عن النبي ﷺ حديثان مختلفان، وبلغنا أن أبا بكر وعمر عملا بأحد الحديثين، وتركا الآخر، كان في ذلك دلالة على أن الحق فيما عملا به».
الله وله طرق أخرى عن القاسم بن محمد:
أ - ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرأي:
رواه إسحاق بن عيسى الطباع [ثقة]، قال: حدثني المنكدر بن محمد، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن [مدني تابعي ثقة فقيه]، عن القاسم بن محمد، عن عائشة؛ أن النبي ﷺ أفرد الحج.
أخرجه أحمد (٦/ ١٠٧)، وأبو بكر الشافعي في فوائده «الغيلانيات» (٥٣٧)، وابن عدي في الكامل (٨/ ٢١٤)، وأبو بكر القطيعي في جزء الألف دينار (٣٠)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٤٧٩/ ٦٣٥٢ - أطرافه). [الإتحاف (١٧/٤٦٨/ ٢٢٦٣٢)، المسند المصنف (٧٣/ ١٨١٦٠)]
قال ابن عدي: «وهذا عن ربيعه لا أعلم يرويه عنه غير المنكدر».
قال الدارقطني في الأفراد: «غريب من حديثه عنه، تفرد به المنكدر بن محمد عنه، وعنه إسحاق بن الطباع».
قلت: وهذا غريب من حديث ربيعة الرأي تفرد به عنه: المنكدر بن محمد بن المنكدر، وهو: ليس بالقوي، لم يكن بالحافظ الحديث أبيه، روى عن أبيه ما لم يتابع عليه [التهذيب (٤/ ١٦٢) (١٣/ ٣٤٤ - ط دار البر). سؤالات ابن طهمان (١٩٨ و ٣٦٦). تاريخ ابن أبي خيثمة (٢/٣٥٣/ ٣٣٣٨ - السفر الثالث)].
ب - ورواه عمرو بن أبي سلمة التنيسي، عن زهير بن محمد التميمي، عن عبد الله [غير منسوب]، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: أنا ممن أفرد الحج.
هكذا موقوفاً على عائشة، قولها.
أخرجه الدارقطني في الأفراد (٢/ ٤٨١ / ٦٣٦٠ - أطرافه).
قال الدارقطني: «تفرد به عمرو بن أبي سلمة التنيسي عن زهير بن محمد، عن عبد الله، عن القاسم».