عن أبي إسحاق السبيعي، عن المنهال بن عمرو الأسدي، عن عمار بن ياسر؛ أنه قال: إذا أردت الحج فاشترط.
علقه ابن أبي حاتم في العلل (٣/ ٢٧١/ ٨٥٨)، وابن حزم في المحلى (٥/ ١٠٦).
• وخالفهما: إسرائيل بن يونس، فرواه عن أبي إسحاق، عن المنهال، قال: قال عباد بن عبد الله الأسدي … . بنحوه.
علقه ابن أبي حاتم في العلل (٣/ ٢٧١/ ٨٥٨).
قال ابن أبي حاتم في العلل (٣/ ٢٧١/ ٨٥٨): (وسألت أبي عن حديث رواه أبو الأحوص، وزهير، عن أبي إسحاق الهمداني، عن المنهال؛ قال: قال عمار: إذا أردت الحج فاشترط.
ورواه إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن المنهال؛ قال: قال عباد بن عبد الله الأسدي … .
قلت لأبي: أيهما أصح؟
قال: على ما يرويه إسرائيل؛ أصح».
قلت: وهو كما قال أبو حاتم، لأن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق من أتقن أصحاب أبي إسحاق، قدمه بعضهم على الثوري وشعبة في أبي إسحاق، مع كونه متأخر السماع من جده، حتى إن شعبة قدمه على نفسه [انظر: التهذيب (١/ ١٣٣). شرح علل الترمذي (٢/ ٧١٢)].
والمنهال هو: ابن عمرو، وعباد بن عبد الله الأسدي الكوفي: ضعيف، روى عن علي أحاديث منكرة لا يتابع عليها، بل قد اتهم بها [ضعفاء ابن الجوزي (١٧٨٠). الموضوعات (١/ ٢٥٥). مجموع الفتاوى (١٥/ ٨٥). الميزان (٢/ ٣٦٨). إكمال مغلطاي (٧/ ١٧٧). التهذيب (٢/ ٢٧٩). التقريب (٣٠٢)].
فلا يثبت هذا الأثر.
• فإن قيل: لماذا لم تجعل الاختلاف على أبي إسحاق وعلى المنهال في الأثرين واحداً؟
فيقال: تصرف البخاري وأبي حاتم دل على التفرقة بين أثر ابن مسعود، وأثر عمار بن ياسر، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
والحاصل: فقد ثبت الاشتراط عن اثنين من الخلفاء الراشدين؛ عن عمر بن الخطاب، وعن عثمان بن عفان، وكذلك عن عبد الله بن مسعود، والله أعلم.
كما قد روي الاشتراط أيضاً:
• عن الأسود بن يزيد، وعلقمة بن قيس، وإبراهيم النخعي، والحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح، وشريح القاضي، وعبيدة السلماني، والمسيب بن رافع، وغيرهم [أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٤٢٣/ ١٥٣٧٦ و ١٥٣٧٧ - ط الشثري) و (٨/ ٤٢٤/ ١٥٣٨٣