مَصْرِف، وأبو إسحاق الهمداني»، ثم قال:«عميرة بن سعد، وعميرة بن زياد، وعمار بن مالك: ليسوا واحداً، وهم مختلفون في النسب والتحديث، وكان بعض الناس جعلهم واحداً» [الجرح والتعديل (٧/٢٤)]، يعني بذلك: البخاري بإيراده هذا الاختلاف في إسناد هذا الأثر.
وعميرة بن زياد الكندي: مجهول، لكنه يحتمل في رواية هذا الأثر؛ إذ لم يرو منكراً، وكونه لا يُعرف إلا برواية أثر أو أثرين فلا يضره؛ فإن الراوي عنه: أبو إسحاق السبيعي؛ تابعي مشهور؛ إمام في الرواية، وعليه مدار حديث أهل الكوفة، ثم هو رجل لقي ابن مسعود فسأله عن شيء ومضى، وكأن هؤلاء لم يكن لهم اهتمام بحمل العلم ونقله، وإنما عرض له سؤال فسأل؛ فماذا كان؟
• وقال أبو نعيم [الفضل بن دكين: ثقة ثبت]: حدثنا عبد السلام، عن أبي خالد، عن المنهال، عن عمارة بن مالك، قال: مر بي ابن مسعود وأنا أرتحل للعمرة، فقال لي: يا أبا محمد … ، نحوه.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٦٩)(٨/ ١٣٥ - ط الناشر المتميز).
أبو خالد الدالاني يزيد بن عبد الرحمن: لا بأس به، له أوهام، ولا يتابع على بعض حديثه [التهذيب (٤/ ٥١٦). الميزان (٤/ ٤٣٢)]، وعبد السلام بن حرب: ثقة حافظ، له مناكير، قال ابن عدي:«يروي عن أبي خالد الدالاني بنسخة طويلة» [التقريب (٣٨٤). الكامل (٥/ ٣٣١)] [انظر ما تقدم معنا فيما أنكر على أبي خالد أو وهم فيه: فضل الرحيم الودود (٣/١٢/٢٠٣) و (١٩/ ٣٢٣/ ١٥٧٠)].
وشيخ أبي خالد الدالاني في هذا الحديث: هو المنهال بن عمرو، وهو معروف بالرواية عنه، وهو: كوفي صدوق.
وأما عمارة بن مالك، أو: عمار بن مالك، قال أبو حاتم:«مجهول»، وذكره ابن حبان في الثقات، قلت: لا يُدرى من هو؟ والإسناد إليه لا يحمله [التاريخ الكبير (٧/٢٩). الجرح والتعديل (٦/ ٣٩١). الثقات (٨/ ٥١٧). ضعفاء ابن الجوزي (٢٤١٩). المغني (٤٣٨٤). الميزان (٣/ ١٦٧). اللسان (٦/٥٠). الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٢٥٦)].
وهذا موقوف على ابن مسعود بإسناد غريب، ليس بذاك القوي، والعمدة على رواية أبي إسحاق عن عميرة بن زياد عن ابن مسعود قوله، والله أعلم.
٥ - أثر عمار بن ياسر:
رواه أبو الأحوص سلام بن سليم [سلام بن سليم: ثقة متقن، من أصحاب أبي إسحاق المكثرين عنه]، وزهير بن معاوية [ثقة ثبت، من أصحاب أبي إسحاق المكثرين عنه، لكن سماعه من أبي إسحاق كان بعد التغير، قال الذهبي:«لين روايته عن أبي إسحاق: من قبل أبي إسحاق، لا من قِبله»، وأكثر روايته عنه مستقيمة]: