قال البزار: «وهذا الحديث: قد روي عن ابن عباس من طرق، ولا نعلم أسند أبو الزبير عن عكرمة عن ابن عباس غير هذا الحديث، وإسناده صحيح.
وقد روي عن ابن عباس من طرق كثيرة، وروي عن ضباعة، وعن إسحاق [كذا] عن غير من ذكرنا، وعن جابر».
وقال القرطبي في التفسير (٢/ ٣٧٥): «وهذا إسناد صحيح».
• وخالف جماعة الثقات من أصحاب أبي عاصم النبيل؛ فوهم: أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال: حدثنا أبو عاصم: حدثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر؛ أن رسول الله ﷺ قال لضباعة: «حجي، واشترطي: أن محلي حيث حبستني». أخرجه البيهقي (٥/ ٢٢٢)، من طريق أبي الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي: حدثنا أبو قلابة به.
وتعقبه البيهقي بقوله: «كذا قال: عن جابر!».
قلت: وهم فيه بسلوك الجادة، ولزوم الطريق، فإن أبا الزبير عن جابر: أسهل وأسرع إلى اللسان، من أبي الزبير عن طاووس وعكرمة عن ابن عباس.
قلت: والوهم فيه من أبي قلابة الرقاشي عبد الملك بن محمد بن عبد الله البصري، وهو: ثقة متقن فيما حدث بالبصرة؛ إلا أنه تغير بعد أن تحول إلى بغداد، فكثر منه الخطأ في الأسانيد والمتون، توفي سنة (٢٧٦) [التهذيب (٢/ ٦٢٤). الكواكب النيرات (٣٧). شرح علل الترمذي (٢/ ٧٥١)] [راجع ترجمته في فضل الرحيم الودود (٧/ ١٨٥/ ٦٣٠)]
وأبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى بن عمرو بن بيان بن فروخ البزاز العطشي الآدمي: بغدادي: ثقة، ولد سنة (٢٥٥)، وتوفي سنة (٣٤٩) [تاريخ بغداد (٥/ ٤٩٠). الأنساب (٩/ ٣٢٧). السير (١٥/ ٥٦٨). تاريخ الإسلام (٧/ ٨٧١). الثقات لابن قطلوبغا (١/ ٤١٢)]، فهو متأخر السماع من أبي قلابة، سمع منه ببغداد [نص عليه ابن الكيال في الكواكب النيرات (٣٧)]، وعليه: فإن التبعة في الوهم الواقع في هذا الحديث بجعله من مسند جابر: إنما تحمل على تحديث أبي قلابة به بعدما تغير وتحول إلى بغداد، وقد كثر منه هناك الخطأ في الأسانيد والمتون، وهذا منه، والله أعلم.
• وممن وهم في إسناده أيضا بسلوك الجادة، وجعله من مسند جابر:
• ما رواه أبو مسلم الكجي [إبراهيم بن عبد الله بن مسلم: ثقة حافظ. الإرشاد (٢/ ٥٢٩). تاريخ بغداد (٧/٣٦ - ط الغرب). السير (١٣/ ٤٢٣). الثقات لابن قطلوبغا (٢/ ٢٠٦)]، قال: حدثنا حجاج بن نصير، قال: حدثنا هشام الدستوائي، عن أبي الزبير، عن جابر؛ أن رسول الله ﷺ قال لضباعة بنت الزبير: «حجي، واشترطي، قولي: إن محلي حيث حبستني».
أخرجه الطبراني في الكبير (٢٤/ ٣٣٥/ ٨٣٦)، وفي الأوسط (٣/ ٧٩/ ٢٥٤٧)، وابن منده في معرفة الصحابة [عزاه إليه: ابن حجر في الإصابة (٦/١٤)]، وأبو نعيم في معرفة