عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي [إبراهيم بن سعد المدني]، عن ابن إسحاق، قال: حدثني رجل، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر، عن ابن عباس ﵄، قال: أهدى رسول الله ﷺ في حجة الوداع مائة بدنة، نحر منها ثلاثين بدنة بيده، ثم أمر علياً فنحر ما بقي منها، وقال:«اقسم لحومها وجلالها وجلودها بين الناس، ولا تعطين جزاراً منها شيئاً، وخذ لنا من كل بعير حذية من لحم، ثم اجعلها في قدر واحدة، حتى نأكل من لحمها، ونحسو من مرقها»، ففعل. لفظه عند أحمد.
ووقع في رواية علي بن المديني: حدثني من لا أتهم بدل: حدثني رجل.
أخرجه أحمد (١/ ٢٦٠/ ٢٣٥٩)، والحاكم في معرفة علوم الحديث (١٠٧)، والبيهقي في السنن (٥/ ٢٣٠)، وفي رسالته للجويني (٧٩). [الإتحاف (٨/٤٢/٨٨٧٠)، والمسند المصنف (١٢/ ٢٧٨/ ٥٩٠٤)].
قلت: في إسناده مبهم، وقد اضطرب محمد بن إسحاق في هذا الحديث:
فمرة يجعله: عن رجل، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر، عن ابن عباس.
ومرة يجعله: عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي.
ووهم في متنه بإدراج قصة جمل أبي جهل في حجة الوداع، وإنما كان ذلك في الحديبية.
كما وهم في متنه أيضاً حين قال: نحر منها ثلاثين بدنة بيده، والمحفوظ: أن النبي ﷺ نحر ثلاثاً وستين بيده. [تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٧٤٩)].
• فإن قيل: قد رواه أبو الجواب [الأحوص بن جواب: صدوق، وله أوهام. وانظر ترجمته وحديثاً وهم فيه: فضل الرحيم الودود (٣/ ٢٧٧/ ٢٦٦)]: ثنا عمار بن رزيق [لا بأس به، عن محمد بن عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جداً، كثير الوهم، غلب عليه الاشتغال بالفقه والقضاء؛ فلم يكن يحفظ الأسانيد والمتون. انظر: التهذيب (٣/ ٦٢٧). الميزان (٣/ ٦١٣)]، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي ﵁، قال: ساق رسول الله ﷺ مائة بدنة، … فذكر نحوه [أي نحو رواية: زهير، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس، قال: نحر رسول الله ﷺ في الحج مائة بدنة نحر بيده منها ستين، وأمر ببقيتها فنحرت، وأخذ من كل بدنة بضعة، فجمعت في قدر فأكل منها، وحسا من مرقها، ونحر يوم الحديبية سبعين فيها جمل أبي جهل، فلما صُدَّت عن البيت حنّت كما تحنُّ إلى أولادها].