هكذا خالف الإمام الحافظ إسحاق بن راهويه: محمد بن حميد الرازي، وهو: حافظ، أجمع أهل بلده على ضعفه، وكذبه بعضهم، وهو كثير المناكير.
وله طرق أخرى عن ابن عباس موقوفا عليه، لا تخلو من مقال [أخرجها: ابن جرير الطبري في التفسير (١٦/ ٥٥٦)].
قال ابن جرير الطبري في التفسير (١٦/ ٥٥٥): «وقوله: ﴿فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ﴾، يقول تعالى ذكره: فاذكروا اسم الله على البدن عند نحركم إياها صواف.
واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الأمصار: ﴿فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ﴾ بمعنى مصطفة، واحدها: صافة، وقد صفت بين أيديها. وروي عن الحسن، ومجاهد، وزيد بن أسلم، وجماعة أخر معهم، أنهم قرؤوا ذلك: (صوافي) بالياء منصوبة، بمعنى: خالصة لله، لا شريك له فيها، صافية له. وقرأ بعضهم ذلك: (صواف) بإسقاط الياء، وتنوين الحرف، على مثال: عوار، وعواد. وروي عن ابن مسعود أنه قرأه: (صوافن)، بمعنى: معقلة. والصواب من القراءة في ذلك عندي قراءة من قرأه بتشديد الفاء ونصبها، لإجماع الحجة من القراء عليه بالمعنى الذي ذكرناه لمن قرأه كذلك».
٥ - عن عبد الله بن الزبير موقوفا:
رواه ورقاء بن عمر اليشكري [ثقة]، وأشعث بن سعيد البصري [أبو الربيع السمان: متروك، قال هشيم: «كان يكذب»، وقال العقيلي بعد أن ساق في ترجمته حديثين: «وله غير حديث من هذا النحو، لا يتابع على شيء منها». التهذيب (١/ ١٧٨). الميزان (١/: ٢٦٣)]
عن عمرو بن دينار، قال: رأيت ابن الزبير ينحرها وهي قيام معقولة إحدى يديها. لفظ ورقاء [عند ابن أبي شيبة].
ولفظ أشعث [عند يحيى بن سلام]: قال: رأيت عبد الله بن الزبير على برذون أشعر، أوجرها الحربة وهي قائمة.
أخرجه يحيى بن سلام في التفسير (١/ ٣٧٧)، وابن أبي شيبة (٩/ ٩٧/ ١٦٣٩٤ - ط الشثري).
وهذا موقوف على عبد الله بن الزبير بإسناد صحيح؛ أعني: من طريق ورقاء.
قال الطحاوي في اختلاف العلماء (٢/ ١٧٥ - اختصار الجصاص): «وقد روى حماد، عن عمرو بن دينار: رأيت ابن الزبير ينحرها، وهي قائمة على ثلاث قوائم معقولة.
وهذا لا يقال بالرأي، فثبت أنه توقيف».
٦ - عن سعد بن أبي وقاص موقوفا:
ورواه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، قالت: أن أباها كان ينحر البدن وهي مباركة.
أخرجه يحيى بن سلام في التفسير (١/ ٣٧٧).