عندي»، وكأنه استشعر خطأه بأصله! فقد رواه الدارمي [عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام، الإمام الحافظ، صاحب المسند: ثقة متقن، عن الفريابي بسنده وليس فيه: «عن أبيه»، ويؤيده أن ابن حجر ذكره في ترجمة زياد عن ابن عمر، من إتحاف المهرة، ولم يحك فيه خلافاً، وكذا لم يذكر هذه الزيادة أحد ممن روى هذا الحديث؛ فدل على خطأ راويها.
وشيخ أبي عوانة، هو شيخ لأبي داود وابن خزيمة وابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم، وغيرهم، واسمه: عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي الفلسطيني، أبو العباس الغزّي، قال ابن أبي حاتم: «ثقة» [الجرح والتعديل (٥/ ١٦٢). تاريخ دمشق (٣٢/ ٣٦١). إكمال مغلطاي (٨/ ١٨٦). التهذيب (٧/ ٢٧٣ - ط دار البر)].
قلت: لعل الخطأ وقع منه، وأين هو من الحافظ الإمام الثقة المتقن أبي محمد الدارمي.
ورواه حفص بن عمر الجُدِّي [منكر الحديث]، قاله الأزدي. هكذا ترجمه الذهبي في الميزان (١/ ٥٦٧). اللسان (٣/ ٢٣٧)]: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب السختياني، عن زياد بن جبير، قال: رأى ابن عمر رجلاً ينحر بدنته باركة، فقال: ابعثها، فإنها سنة أبي القاسم ﷺ.
أخرجه الطبراني في الكبير (١٣/ ٢٥٣/ ١٣٩٩٩)، وفي الأوسط (٦/ ٢٥٣/ ٦٣٣٠). قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا عبد الوارث، تفرد به حفص بن عمر الجدي».
قلت: هذا حديث منكر من حديث أيوب السختياني.
• قال ابن حجر في فتح الباري (٣/ ٥٥٣): «وفيه: أن قول الصحابي: من السنة كذا؛ مرفوع عند الشيخين، لاحتجاجهما بهذا الحديث في صحيحيهما».
• وقد صح أيضاً عن ابن عمر موقوفاً عليه:
• رواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير، عن ابن عمر: أنه نحر ثلاث بدن له قياماً.
أخرجه ابن أبي شيبة (٩/ ٩٧/ ١٦٣٩٣ - ط الشثري). [المسند المصنف (١٥/ ١٥٢/ ٧٢١٥)].
وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
ولا يُعارض به المرفوع، فقد رواه عبد الأعلى عن يونس بالوجهين جميعاً، أخرجهما ابن أبي شيبة جميعاً متعاقبين في موضع واحد.
• ورواه مالك، عن نافع عن عبد الله بن عمر؛ أنه كان إذا أهدى هدياً من المدينة، قلّده وأشعره بذي الحليفة، يُقلّده قبل أن يُشعره، وذلك في مكان واحد، وهو موجه للقبلة، يقلده بنعلين، ويشعره من الشق الأيسر، ثم يُساق معه حتى يوقف به مع