وقال المزي في التحفة (٢/ ٤٣٥/ ٢٨٦٨): «د حديث: عن جابر قال أبو الزبير: وأخبرني عبد الرحمن بن سابط، أن النبي ﷺ وأصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة اليسرى، قائمة على ما بقي من قوائمها.
د: في الحج عن عثمان بن أبي شيبة، عن أبي خالد الأحمر، عنه، به».
قلت: سبق بيان الصواب من ذلك في كلام ابن القطان الفاسي، ورواية يحيى بن سعيد القطان تزيل اللبس، وتكشف الغموض، وترفع الإشكال.
وقال الزيلعي في نصب الراية (٣/ ١٦٤): «وجهل من قال: هذا حديث مرسل، فإن المخبر عن عبد الرحمن بن سابط هو ابن جريج، فالحديث من مسند جابر» [راجع كلام ابن القطان الفاسي؛ بل هو حديث ابن سابط مرسلاً، ووهم من وصله، راجع ما تقدم].
وقال ابن ناصر الدين في جامع الآثار (٦/ ١٥٥): «حدث به أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه، فقال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن ابن سابط فذكره، وهو مرسل».
قلت: نعم؛ وهذا هو المحفوظ مرسلاً.
وقال ابن كثير في جامع المسانيد (٥/ ٤٩٥): «عبد الرحمن بن سابط، قال: كان رسول الله ﷺ، وأصحابه ينحرون الإبل معقولة اليسرى، قائمة على ما بقي من قوائمها.
رواه أبو داود في المراسيل عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي خالد الأحمر، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: أخبرني عبد الرحمن بن سابط؛ فذكره، فهذا من رواية الصحابي عن التابعي، ومنهم من عده في الصحابة»، قلت: سقط حرف الواو، فأوهم ذلك أن عبد الرحمن بن سابط شيخ لجابر، وليس كذلك، وقد وقع ذلك لجماعة، ونبه على ذلك ابن حجر في الإصابة (٨/ ٣٣٩).
وقال ابن حجر في الإصابة (٨/ ٣٣٧): «عبد الرحمن بن سابط: هكذا يأتي في الروايات، وهكذا ترجمه بعضهم. وقال يحيى بن معين: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، نسب لجده.
وكذا ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان، وجماعة، في عبد الرحمن بن عبد الله، وقيل: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سابط … . تابعي كثير الإرسال، ويقال: لا يصح له سماع من صحابي أرسل عن النبي ﷺ كثيراً، وعن معاذ، وعمر، وعباس بن أبي ربيعة، وسعد بن أبي وقاص والعباس بن عبد المطلب، وأبي ثعلبة، فيقال: إنه لم يدرك أحداً منهم.
قال الدوري: سئل ابن معين: هل سمع من سعد؟ فقال: لا، قيل من أبي أمامة؟ قال: لا، قيل من جابر؟ قال: لا. قلت: وقد أدرك هذين، وله رواية أيضاً عن ابن عباس وعائشة وعن بعض التابعين».
ثم نقل (٨/ ٣٣٩) عن ابن الأثير ما وقع له من الوهم في إسناد حديث أبي داود، ونبه عليه، لكنه غلط في جعله من رواية أبي الزبير عن ابن سابط، وإنما هو: من رواية ابن جريج عن ابن سابط، وقد ذكره على الصواب في النكت الظراف.
