كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ١٩ - باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ - ج: 24 - ص: 437

ولأنه ربما كان في القوم من يحب صاحب النثار أن يأخذ أكثر فلا يتمكن من ذلك، ويأخذه من لا يحب أخذه فيكون قد أخذ ماله من لا يحب أن يأخذه، فكره ذلك».

وقال البغوي في شرح السنة (٧/ ٢٠٠): «وفي قوله: «من شاء فليقتطع»، دليل على جواز هبة المشاع، وفيه دلالة على جواز أخذ النثار في عقد الإملاك، وأنه ليس من النهبى المنهي عنها، وكرهه بعض العلماء خوفاً أن يدخل فيما نهي عنه من النهبي، والله أعلم».

وقال ابن القيم في زاد المعاد (٢/ ٢٤١): «فإن قيل: فما تصنعون بحديث عبد الله بن قرط، … »، فذكره ثم قال: «قيل: نقبله ونصدقه، فإن المائة لم تقرب إليه جملة، وإنما كانت تُقرب إليه أرسالاً، فقرّب منهن إليه خمس بدنات رسلاً، وكان ذلك الرسل يبادرن ويتقربن إليه ليبدأ بكل واحدة منهن».

وحاصل ما تقدم: فإن حديث عبد الله بن قرط قد تلقته الأمة بالقبول، ولم أقف على من ردَّه أو أعله، وعبد الله بن قرط الثمالي: صحابي، أثبت له الصحبة: البخاري، وأبو حاتم وابن حبان، وأبو القاسم البغوي وابن قانع، وأبو نعيم، وابن عبد البر، والمزي، وغيرهم، وذكره ابن سعد في تسمية من نزل بالشام من أصحاب رسول الله ﷺ، وذكره ابن أبي خيثمة فيمن روى من غفار عن النبي ﷺ، وقال ابن حبان: «عبد الله بن قرط الثمالي: سمع النبي ﷺ، يقول: «أفضل الأيام عند الله يوم النحر ويوم القر»، وقال مسلم: «عبد الله بن قرط: لم يرو عنه إلا أبو عامر الهوزني، واسم أبي عامر عبد الله بن لحي بن عامر»، وقال أبو القاسم البغوي: عبد الله بن قرط: سكن الشام، وسمع من النبي ﷺ حديثاً»، ثم ساق له هذا الحديث، وذكر أبو نعيم وابن عبد البر والمزي أنه قد روى عنه جماعة [طبقات ابن سعد (٧/ ٤١٥). التاريخ الكبير (٥/٣٤) (٦/٣٧/٦٠٨٢ - ط الناشر المتميز). المنفردات والوحدان (٥٩). تاريخ ابن أبي خيثمة (١/ ٣٣٦ - السفر الثاني). معجم الصحابة ﵃، أبي القاسم البغوي (٣/ ٥٠٦). الجرح والتعديل (٥/ ١٤٠). معجم الصحابة ﵃، ابن قانع (٢/ ١٠٣). الثقات (٣/ ٢٤٣). المخزون (١٤٣). المؤتلف والمختلف (٤/ ١٩٤٢). معرفة الصحابة ﵃، أبي نعيم (٤/ ١٧٥٧). الاستيعاب (٣/ ٩٧٨) (٤/ ٤٦٦ - ط هجر). تهذيب الكمال (١٥/٤٤/٣٤٨٩). تاريخ الإسلام (٢/ ٥١٧). الإصابة (٤/ ١٧٩). التهذيب (٧/ ١٦٤ - ط دار البر)].

وأما الراوي عنه: عبد الله بن لحي الحميري، أبو عامر الهوزني الحمصي، فهو: ثقة مخضرم، من الطبقة الثانية، روى عن عمر بن الخطاب، وشهد خطبته بالجابية، وقال البخاري: «سمع بلالاً، ومعاوية»، وذكره مسلم ويعقوب بن سفيان وأبو زرعة الدمشقي في الطبقة الأولى أو العليا من تابعي أهل الشام، وذكره ابن سميع في رجال حمص ممن أدرك الجاهلية، وقال أبو زرعة الدمشقي: «اسم أبي عامر الهوزني: عبد الله بن لحي، صاحب أبي عبيدة بن الجراح»، وكذا ذكر ابن حبان روايته عن أبي عبيدة، وقال الخطيب في تلخيص المتشابه: عبد الله بن لحي أبو عامر الهوزني الشامي: سمع بلال بن رباح،