وأبو سمرة القاضي؛ أحمد بن سالم بن خالد بن جابر بن سمرة قاضي جُور، كذا سماه ابن عدي، وسماه ابن حبان: أحمد بن سمرة، وسماه الدارقطني: أحمد بن سلمة، وقيل: أحمد بن سلم. قال ابن حبان: «من ولد سمرة بن جندب، من أهل الكوفة، يروي عن الثقات الأوابد والطامات، لا يحل الاحتجاج به بحال»، وقال ابن عدي: «ليس بالمعروف وله أحاديث مناكير» [المجروحين (١/ ١٤٠). الكامل لابن عدي (١/ ٢٧٧).
الأنساب (٣/ ٣٩٩). الميزان (١/ ٩٩). المغني (٢٩٢ و ٣٠٦). اللسان (١/ ٤٦٦)].
• قال الدارقطني في العلل (١١/ ٣٠٩/ ٢٣٠٢) (٥/ ٤٦٥/ ٢٣٠٢ - ط الدباسي)، وقد سئل عن هذا الحديث: «يرويه جابر الجعفي، واختلف عنه:
فرواه الثوري، عن جابر، عن محمد بن قرظة، عن أبي سعيد.
وخالفه أبو شيبة، رواه عن جابر، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي سعيد، والقول قول الثوري».
قلت: لم يستوعب الدارقطني رواة هذا الحديث عن جابر الجعفي، ووهم في نسبة هذا القول لأبي شيبة، فإن أبا شيبة لم يروه عن جابر الجعفي، إنما رواه أبو سمرة، قال: حدثنا أبو شيبة، عن الحكم [هو: الحكم بن عتيبة: ثقة ثبت]، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي سعيد الخدري، كذا أخرجه الطبراني في الأوسط، كما ترى.
وأما حديث جابر الجعفي، فقد رواه سفيان الثوري، وشعبة، وأبو عوانة، وإسرائيل، وشريك عن جابر، عن محمد بن قرظة، عن أبي سعيد. وفي رواية شعبة: بيان عدم سماع محمد بن قرظة من أبي سعيد، وقد ذكرت وجوه الاختلاف على جابر، فراجعه، وقد وقف غيره على رواة الحديث عن جابر، فهذا البيهقي يقول في المعرفة (١٥/ ٥١): «فهذا حديث رواه سفيان، وشعبة، وإسرائيل، وشريك، عن جابر بن يزيد الجعفي».
وقال الطحاوي في شرح المعاني (٤/ ١٧٠): «وأما حديث أبي سعيد الخدري: … فحديث فاسد في إسناده ومتنه، قد بين ذلك شعبة»، ثم قال: «فقد فسد إسناد هذا الحديث، بما قد ذكرنا، وفسد متنه، لأنه قال: قطع ذنبه، أو بعض ذنبه، … ».
وقال أبو بكر الجصاص في شرح المختصر (٧/ ٣٥٦): «فإن قيل: روى أبو عوانة وشريك، عن جابر، عن محمد بن قرظة، عن أبي سعيد الخدري، قال: اشتريت كبشاً لأضحي به، فعدا الذئب عليه، فقطع أليته، فسألت النبي ﵊، فقال: «ضح به».
قيل له: هذا حديث فاسد السند والمتن جميعاً؛ لأن شعبة رواه عن جابر، عن محمد بن قرظة، عن أبي سعيد - قال: ولم يسمعه منه، … .
فذكر أن بين ابن قرظة وبين أبي سعيد رجل آخر، لم يسمه.
قال: أو بعض ذنبه، وجائز أن يكون ذلك البعض أقل من النصف.