للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وغمس نعله في دمه، ثم ضرب بها على جنبه، ثم تركه. وسألت خالته عن ذلك عائشة ؟ فقالت: أكله أحبُّ إليَّ من تركه للسباع.

أخرجه أبو يوسف في الآثار (٥٢٥).

هكذا وقع هذا الأثر في رواية أبي يوسف عن أبي حنيفة.

لكن رواه محمد بن الحسن الشيباني في كتابه الآثار (٣٦١)، فقال: أخبرنا أبو حنيفة، قال: حدثنا منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن خالته، عن عائشة أم المؤمنين، قال: سألتها عن الهدي إذا عطب في الطريق كيف يُصنع به؟ قالت: أكله أحبُّ إليَّ من تركه للسباع.

وقال أبو حنيفة: فإن كان واجباً فاصنع به ما أحببت وعليك مكانه، وإن كان تطوعاً فتصدق به على الفقراء، فإن كان ذلك في مكان لا يوجد فيه الفقراء، فانحره واغمس نعله في دمه، ثم اضرب به صفحته، ثم خل بينه وبين الناس يأكلون، فإن أكلت منه شيئاً فعليك مكان ما أكلت، وإن شئتَ صنعت به ما أحببت، وعليك مكانه.

قال محمد: وبهذا نأخذ والله أعلم. اهـ النقل من الآثار.

قلت: وهذه الرواية أشبه بالصواب، لكن تصحفت: «عن خاليه»، إلى: «عن خالته»، قال ابن حجر في الإيثار بمعرفة رواة الآثار (٣٤١): «إبراهيم النخعي عن خالته عن عائشة؛ كذا فيه، وأصله عن خاليه بالياء آخر الحروف، تصحف، وخالاه: عبد الرحمن والأسود تقدما».

وعليه: فهو موصول؛ لكنه ضعيف؛ لأجل أبي حنيفة، وقد تفرد به عن منصور بن المعتمر، دون بقية أصحابه الثقات المشاهير على كثرتهم.

• فلا يثبت عن عائشة أنها قالت في الهدي إذا عطب: أكله أحبُّ إليَّ من تركه للسباع.

• وأما ما رواه حماد بن سلمة، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود بن يزيد،، عن عائشة ، قالت: إذا عطب الهدي فكلوه، ولا تدعوه للكلاب والسباع، فإن كان واجباً فأهدوا مكانه هدياً آخر، وإن كان تطوعاً فإن شئتم فأهدوا، وإن شئتم فلا تهدوا. لفظه عند يحيى بن سلام، وعند الطحاوي: أن عائشة قالت: كلوه، ولا تدعوه للكلاب والسباع … .

أخرجه يحيى بن سلام في تفسيره (١/ ٣٧٤)، والطحاوي في أحكام القرآن (٢) (٢٩٨/ ١٧٤٦).

قلت: وهذا موقوف على عائشة بإسناد متصل؛ لكن حماد بن أبي سليمان: لا بأس به، تكلّم في روايته عن إبراهيم، وكان كثير الخطأ والوهم، وفي رواية حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان: تخليط قاله أحمد [انظر: الطبقات الكبرى (٦/ ٣٣٣). سؤالات أبي داود (٣٣٨). سؤالات الميموني (٤٦٥). ضعفاء العقيلي (١/ ٣٠١). الجرح والتعديل

<<  <  ج: ص:  >  >>