لقد أهدت بدنة، فضلت، قال: فاشترت بدلها أخرى فنحرتها، ثم وجدت الأخرى فنحرتها، فكانت بعد تهدي بدنتين.
أخرجه أبو بكر الشافعي في «فوائده الغيلانيات»(٢/ ٧٣٢/ ١٠١١).
قلت: أما أصله المرفوع فقد أخرجه مسلم في صحيحه، وأما موضع الشاهد: فهو موقوف على عائشة بإسناد جيد.
• وهذا الحديث قد رواه: عبد الله بن المبارك [وعنه: الحسين بن الحسن بن حرب السلمي المروزي، صاحب ابن المبارك، وراوي كتاب الزهد، وهو: ثقة، وحبان بن موسى المروزي، صاحب ابن المبارك، وراوي المسند عنه، وهو: ثقة، وأبو عبد الرحمن عبدان عبد الله بن عثمان بن جبلة المروزي، وهو: ثقة حافظ، من أصحاب ابن المبارك المكثرين عنه، وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال المروزي، وهو: لا بأس به]، وعبد الله بن نمير [ثقة]، وسليمان بن بلال [مدني، ثقة]، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي [ثقة، صحيح الكتاب]، وعمر بن علي المقدمي [ثقة]، وعقبة بن خالد [السكوني: ثقة]:
عن سعد بن سعيد الأنصاري، قال: أخبرني القاسم بن محمد،، عن عائشة ﵂، قالت: قال رسول الله ﷺ: «أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا، وَإِنْ قَلَّ».
قال: وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته. لفظ ابن نمير [عند مسلم]، وفي رواية ابن المبارك: وكانت عائشة إذا عملت عملا داومت عليه.
أخرجه مسلم (٢١٨/ ٧٨٣). وأبو نعيم في مستخرجه عليه (٢/ ٣٧٥/ ١٧٧٩). وأحمد (٦/ ١٦٥). وابن المبارك في الزهد (١٣٢٩). وفي المسند (٧٧). وأبو بكر الشافعي في فوائده «الغيلانيات»(١٠١٢). وأبو نعيم في أخبار أصبهان (١/ ١٨٨). والقضاعي في مسند الشهاب (١٣٠٣). والبيهقي في المعرفة (٣/ ٤٣٠/ ٥١٩٧ - ٥١٩٩). والخطيب في تالي تلخيص المتشابه (١/ ٣١٤/ ١٨٦). والبغوي في شرح السنة (٤/ ٥٤/ ٩٣٧). وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (١/ ٤٤١/ ٧٢٤). وأبو بكر ابن النقور في فوائده (٣٤ و ٣٥). [التحفة (١١/ ٦٦٠/ ١٧٤٥٦). أطراف المسند (٩/ ٢٠٥/ ١٢٠٣٥). الإتحاف (١٧/ ٥٠٥ - حاشية رقم ١٤). المسند المصنف (٣٩/ ٤٨٥/ ١٩٠٠٧)] [راجع طرق هذا الحديث في فضل الرحيم الودود (١٦/٢٠/١٣٦٨)].
وعليه: فلا شك في شذوذ هذه الزيادة التي انفرد بها أبو معاوية الضرير.
إنما يصح الحديث عن عائشة موقوفا عليها، فعلها.
وسعد بن سعيد الأنصاري: مدني تابعي صدوق، يحتج به، كما هو صنيع مسلم، إلا أنه ممن يهم ويخطئ، وهو حسن الحديث؛ فلا يطرح من حديثه إلا ما أخطأ فيه، ويحتج بما عدا ذلك [راجع ترجمته مفصلة في كتابي: فوائد حديثية (١٦٥)].