والخراساني: لم يسمع من ابن عباس؛ فهو مرسل، وأما رواية يحيى فلم ينسب فيها عطاء، فكأنه حسبه ابن أبي رباح، وقد سمع ابن عباس، والله أعلم.
وقد أخذ ابن القطان في بيان أن المرسل: ما سقط أول إسناده، وأن المنقطع: ما ثبت أوله وسقط ما بعده، وهكذا، إلى أن قال:«فقول أبي محمد: وصله يحيى بن الحجاج، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس ﵄، والصحيح مرسل: لا يصح إلا لو كان الأول الذي في المراسل لا ذكر فيه لابن عباس، ويكون يحيى بن الحجاج قد زاده، … بل الانقطاع الذي كان فيما أورد من المراسل، باق في رواية يحيى بن الحجاج كما كان، … »، وقال نحوه في موضع آخر (٢/ ٣٩٦).
١٢ - حديث عائشة:
رواه وكيع بن الجراح، وعبدة بن سليمان، وعمرو بن الحارث المصري، وحفص بن غياث، وعيسى بن يونس [وهم ثقات أثبات]:
عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنها أهدت بدنتين فأضلتهما، فأهدى لها ابن الزبير بدنتين فنحرتهما، ثم وجدت البدنتين فنحرتهما. لفظ وكيع [عند ابن أبي شيبة (١٥٠٤٧)]، ومثله لفظ عبدة [عند ابن أبي داود].
ولفظ عمرو بن الحارث [عند ابن وهب]: عن عائشة: أنها أضلت لها بدنتان، فأرسل عبد الله بن الزبير بأخريين، فنحرتهما، ثم وجدت بعد ذلك اللتين ضلتا فنحرتهما.
ولفظ عيسى [عند إسحاق]: عن عائشة: أنها أشعرت بدنتين فضلتا، فأهدى لها عبد الله بن الزبير بدنتين مكانهما فنحرتهما، ثم وجدت الأولين فنحرتهما.
أخرجه ابن وهب في الجامع (١٨٠ - الأحكام)، وابن أبي شيبة (٨/ ٣٣٣/ ١٥٠٤٣ ط الشثري) و (٨/ ٣٣٤/ ١٥٠٤٧ - ط الشثري)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (١/ ٤٥٦/ ٦٩٢)، وابن أبي داود في مسند عائشة (٨٢)، والبيهقي (٥/ ٢٤٤). [المسند المصنف (٣٨/ ١٥٢/ ١٨٢١٥)].
وهذا موقوف على عائشة بإسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد ثبت موقوفا على ابن عباس وابن عمر، وتقدم.
• ورواه إسحاق بن راهويه [ثقة حافظ مصنف]، وسلم بن جنادة [أبو السائب الكوفي: ثقة، قال عنه أبو أحمد الحاكم:«يخالف في بعض حديثه». التهذيب (٢/ ٦٤)]: حدثنا أبو معاوية [محمد بن خازم الضرير][ثقة، ثبت في الأعمش، وقد يهم في حديث غيره، وله أوهام على هشام بن عروة]، عن هشام بن عروة، عن أبيه،، عن عائشة ﵂؛ أنها ساقت بدنتين فأضلتهما؛ فأرسل إليها ابن الزبير بدنتين فنحرتهما، ثم وجدت البدنتين الأولين فنحرتهما أيضا، ثم قالت: هكذا السنة في البدن. لفظ أبي معاوية [عند ابن خزيمة].
ولفظ أبي معاوية [عند إسحاق]: عن عائشة؛ أنها ساقت بدنتين، فضلتا، فأهدى لها