فهو حديث ضعيف؛ لانقطاعه.
قال أبو داود في المراسيل (٣١٤) - عقب حديث آخر: «عطاء الخراساني: لم يدرك ابن عباس، ولم يره».
وقال ابن أبي حاتم في المراسيل (٥٧٥): «حدثنا محمد بن الحسن، قال: سمعت أبا طالب أحمد بن حميد، قال: قال أحمد بن حنبل: عطاء الخراساني: لم يسمع من ابن عباس شيئاً، وقد رأى عطاء ابن عمر، ولم يسمع منه شيئاً».
وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحداً أسنده إلا يحيى بن أيوب، عن ابن جريج. وقد رواه غيره موقوفاً». قلت: قد توبع يحيى كما تقدم بيانه.
وقال الطحاوي في شرح المشكل (٧/١٦): «فهذا يدل على أن الجزور عدله سبعة من الغنم، فكشفنا عن ذلك؛ فوجدنا هذا الحديث فاسد الإسناد.
كما حدثنا الربيع المرادي قال: حدثنا أسد، قال: حدثنا سعيد بن سالم، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس ﵄، ثم ذكره فعقلنا بذلك أن عطاء الذي رواه ابن جريج عنه ليس بابن أبي رباح، وإنما هو الخراساني الذي لم يسمع من ابن عباس ولم يره».
وقال ابن عدي: «عمرو بن الحصين الكلابي: بصري، حدث بغير حديث عن الثقات، منكر»، ثم ساق له ثلاثة أحاديث هذا منها، ثم قال: «وهذه الأحاديث لا يرويها بأسانيدها غير عمرو بن الحصين، وهو مظلم الحديث، ويروي عن قوم معروفين، وله غير ما ذكرت من الحديث، وعامة حديثه كما ذكرته».
قلت: لم ينفرد به عمرو بن الحصين عن حفص، فقد تابعه يوسف بن عدي، وهو ثقة، كما توبع عليه حفص عن ابن جريج، تابعه محمد بن بكر البرساني، وروح بن عبادة، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وأبو خالد الأحمر، ويحيى بن أيوب الغافقي، وسعيد بن سالم القداح، ويحيى بن أبي الحجاج المنقري.
وقال أبو نعيم - عقب حديث ابن عياش -: «غريب من حديث عطاء عن ابن عباس، لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل».
وقال البيهقي: «وكذلك رواه ابن جريج عن عطاء الخراساني، أورده أبو داود في المراسيل؛ لأن عطاء الخراساني: لم يدرك ابن عباس، وقد روي موقوفاً».
وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٩٠): «ومن مراسيل أبي داود، … »، فذكره ثم قال: «وصله يحيى بن الحجاج، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس ﵄، والصحيح مرسل».
وتعقبه ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٢/ ٣٩٤) بكلام طويل، حاكمه فيه إلى اصطلاح المتأخرين في المرسل والمنقطع، ولا يرد ذلك على عبد الحق، فإن رواية أبي داود ظاهرة الإرسال، حيث قال ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس،
