وقال في الموضع الثالث (٤٨٨٨): «لا يروى هذا الحديث عن أبي قتادة إلا بهذا الإسناد، تفرد به: إبراهيم بن طهمان».
وقال ابن عدي: «وهذا أعرفه من حديث سليم عن ابن أبي ليلى».
ثم قال ابن عدي في ختام ترجمته: «ولسليم بن مسلم غير ما ذكرت من الحديث، وعامة ما يرويه غير محفوظ».
وقد أخرج أبو داود حديثا آخر لأبي الخليل عن أبي قتادة [تقدم برقم (١٠٨٣)]، وقال: «أبو الخليل: لم يسمع من أبي قتادة».
وقال ابن حجر في الإتحاف (٤/ ١١٤): «صالح بن أبي مريم أبو الخليل، عن أبي قتادة، ولم يسمع منه»، ثم ذكر هذا الحديث.
قلت: صالح بن أبي مريم الضبعي مولاهم أبو الخليل البصري: ثقة، من السادسة، لم يسمع من أبي قتادة، قاله أبو داود، والأثرم، والترمذي وابن خزيمة [جامع التحصيل (٢٩٥). تحفة التحصيل (١٥١)].
وهذا حديث منكر؛ لا يثبت من حديث عطاء بن أبي رباح، ولم يأت بإسناد كوفي قوي من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فإن أسانيده كلها لا تخلو من مقال، وأصلحها ما رواه زياد البكائي، وقد استغربه الطبراني وابن عدي، ولم يصححه ابن خزيمة، ولم يحتج به البيهقي، ولو فرضنا ثبوته عن ابن أبي ليلى؛ فإنه: ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جدا، كثير الوهم، غلب عليه الاشتغال بالفقه والقضاء؛ فلم يكن يحفظ الأسانيد والمتون [انظر: التهذيب (٣/ ٦٢٧). الميزان (٣/ ٦١٣)].
وصياغة هذا الحديث صياغة فقهية، تشبه لغة الفقيه، وهو أشبه بكلام ابن أبي ليلى الفقيه القاضي، وليس هذا من كلام سيد البشر، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
٤ - مرسل حميد بن عبد الرحمن الحميري:
يرويه خالد بن عبد الله الواسطي [ثقة ثبت]، عن خالد بن مهران الحذاء [ثقة]، عن عمرو بن سعيد [أبو سعيد البصري: ثقة]، عن حميد بن عبد الرحمن [الحميري: تابعي ثقة، من الثالثة]، قال: كان رسول الله ﷺ يبعث بالهدي، فيأمر الذي يبعثه معه: إن عطب منه شيء أن ينحره، ويصبغ نعله في دمه، ثم يضرب به صفحته، وليأكله من بعدك، ولا تأكل منه أنت شيئا ولا أحد من أهل رفقتك. قال: وكان محمد بن سيرين يفعل ذلك.
أخرجه مسدد في مسنده (٧/ ٥٦/ ١٢٦٣ - مطالب).
وهذا مرسل بإسناد صحيح، وهو شاهد قوي لحديث ابن عباس، وحديث ليث عن شهر عن صاحب بدن النبي ﷺ، في زيادة: «ولا أحد من أهل رفقتك».
٥ - مرسل أبي مجلز لاحق بن حميد:
رواه علي بن الجعد [ثقة ثبت]، قال: أخبرنا شعبة، عن الحكم بن عتيبة، قال: