للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أخرجه الفريابي في مصنفه [عزاه إليه: ابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة (١/ ٩٤) ومن طريقه: الطبراني [عزاه إليه]: ابن حجر في الإصابة (٤/ ٥٦٩).

قال ابن حجر في الإصابة: «وقد اختلف فيه على الثوري، وعلى شيخه».

وكلامه بتمامه: «وقد روى سنان عن أبيه، وعن عمر، وابن عباس، وأرسل عن النبي ، وحديثه عنه عند الطبراني، ولفظه: أن النبي بعث معه بهدي … ، الحديث،

أخرجه من طريق الفريابي، عن الثوري، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن معاذ بن سعوة عنه، وقد اختلف فيه على الثوري وعلى شيخه».

قلت: لم يشتمل هذا المتن على هذه اللفظة المنكرة التي انفرد بها ابن أبي ليلى عن ابن أبي المخارق، حيث قال مرة: «الهدي التطوع لا يأكل منه، فإن أكل غرم»، وقال مرة: «ولا تأكل منه شيئا، فإن أكل فعليه الجزاء»، وقال أخرى: «ولا يأكل منه، فإن أكل ضمن»، فقد دل مجموع هذه الروايات، مع خلو رواية ابن جريج عنها، وكذلك خلو رواية الثوري عنها، أنها كانت من كيس ابن أبي ليلى، وأنها مدرجة من كلامه وفقهه.

وأما حديث الثوري هذا: فهو حديث مرسل بإسناد واه، سنان بن سلمة: تابعي، أرسل عن النبي ، ومعاذ بن سعوة مجهول، وعبد الكريم بن أبي المخارق: مجمع على ضعفه، قال النسائي والدارقطني: «متروك»، وقال أحمد في رواية ابنه عبد الله: «ضعيف»، وفي رواية أبي طالب: «ليس هو بشيء، شبه المتروك» [التهذيب (٢/ ٦٠٣). الميزان (٢/ ٦٤٦). الجرح والتعديل (٦/ ٦٠)].

قال أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٣/ ١٦٨): «سنان بن سلمة، يقال: إنه ليس هو ابن المحبق».

قلت: بل هو ابن المحبق، جزم به أبو حاتم، وهذا الحديث قد خلط فيه عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو حديث منكر سندا ومتنا.

والمعروف في هذا: ما رواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سنان بن سلمة، عن ابن عباس ؛ أن ذؤيبا أبا قبيصة حدثه أن رسول الله كان يبعث معه بالبدن، ثم يقول: «إن عطب منها شيء، فخشيت عليه موتا، فانحرها، ثم اغمس نعلها في دمها، ثم اضرب به صفحتها، ولا تطعمها أنت، ولا أحد من أهل رفقتك». [أخرجه مسلم (٣٧٨/ ١٣٢٦)، وتقدم].

قال ابن حجر في الإصابة (٥/٤٧): «سنان بن سلمة»: أورده ابن شاهين، وأورد له حديثين من رواية سلمة بن جنادة عنه، وأفرده عن سنان بن المحبق وهو وهم، وسنان: له رؤية لا سماع، وقد خبط فيه أبو عمر، فقال: سنان بن سلمة الأسلمي بصري روى عنه قتادة ومعاذ بن سعوة في حديثه اضطراب.

قلت: فوهم في نسبه؛ وإنما هو هذلي، وقد بين البغوي سبب الوهم، وأن بعض الرواة توهم صحبته من إرسال الحديث، فأخرج من طريق ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم بن

<<  <  ج: ص:  >  >>