ولفظ أبي عاصم [عند أبي القاسم البغوي، وبنحوه عند يعقوب بن سفيان]: أن النبي ﷺ بعث بدنتين مع رجل، وقال:«إن عرض لهما عرض فانحرهما، واغمس النعل في دمائهما، واضرب بهما صفحتهما»، يعني: صفحة كل واحد منهما، «حتى يعلم أنهما بدنتان». وبنحوه رواه شعيب بن إسحاق [عند ابن أبي عاصم]، لكن أخر التفسير إلى آخر الحديث، قال: صفحتي كل واحدة منهما.
أخرجه أحمد (٥/٦)(٩/ ٤٦٣١/ ٢٠٣٨٧ - ط المكنز)، والبخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٢٦٢)(٤/ ١٤٤/ ٣٧٦٥ - ط الناشر المتميز)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (١/ ٣٣٣)[وبسنده تحريف، وقع فيه معاذ بن معاوية، والصواب: معاذ بن سعوة، كما في أصله، وكذا عند ابن ماكولا من طريقه، وكذا هو في بقية الطرق]، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢/ ٣١١/ ١٠٧٣)، والبزار [عزاه إليه: أبو العباس الداني في أطراف الموطأ (٣/ ٦٠٥ - ٦٠٧)]، وأبو يعلى (٥/ ٢٩٠/ ٤٦٩١ - إتحاف الخيرة)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٣/ ١٦٨/ ١٦٤٤)، والطبراني في الكبير (٧/٤٧/٦٣٤٥)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (٣/ ١٤٢٩) [وبسنده تحريف وسقط، وانظر الإصابة (٤/ ٥٧٠)]، وابن ماكولا في تهذيب مستمر الأوهام (٢٩٧). [الإتحاف (٥/ ٦١٥/ ٦٠٣٧)، المسند المصنف (٩/ ٤١٣/ ٤٥٧٥)].
قال البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٣٦٤)(٩/ ١٦٢/ ١٠٧٧٢ - ط الناشر المتميز): «معاذ بن سعوة الرقاشي من بني قيس عيلان، عن سنان بن سلمة، روى عنه عبد الكريم بن أبي المخارق» [وكذا قال ابن حبان في الثقات (٧/ ٤٨١)].
وقال ابن أبي حاتم في بيان خطأ البخاري (٥٤٣): «معاذ بن سعوة الرقاشي، وإنما هو الراسبي، سمعت أبي يقول كما قال».
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٨/ ٢٤٨): «معاذ بن سعوة الراسبي من بني قيس عيلان، روى عن سنان بن سلمة بن المحبق، روى عنه عبد الكريم بن أبي المخارق، سمعت أبي يقول ذلك».
قلت: معاذ بن سعوة مجهول، لا يعرف إلا بهذا الحديث، ولم يرو عنه سوى عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو: شبه المتروك [وانظر: التعجيل (١٠٤٢)].
قال ابن أبي حاتم في العلل (٣/ ٢٦١/ ٨٤٩): «وسألت أبي عن حديث رواه شعيب بن إسحاق، عن ابن جريج، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن معاذ بن سعوة، عن سنان بن سلمة، عن سلمة، عن النبي ﷺ؛ أنه بعث بدنتين مع رجل، قال: «إن عرض لهما شيء، فانحرهما، ثم اغمس النعل في دمائهما، ثم اضرب بهما صفحة كل واحد منهما»؟
قال أبي: الناس لا يقولون في هذا الحديث عن سلمة بن المحبق؛ إنما يروون عن سنان، مرسل».