للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ذؤيبا أبا قبيصة حدثه؛ أن رسول الله ، كان يبعث معه بالبدن، … الحديث.

قلت: وهذا الإسناد غير متصل عند جماعة من أهل النقل، فإن قتادة لم يسمع هذا الحديث من سنان بن سلمة، قاله الإمامان يحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن معين، وناهيك بهما جلالة ومعرفة بهذا الشأن، وذكر الحافظ أبو الفضل المقدسي أيضا أن هذا الحديث معلول من ثلاثة أوجه عمدتها ما قاله يحيى القطان وابن معين.

قلت: ومما يؤيد ذلك أن سنان بن سلمة هذا هو سنان بن سلمة بن المحبق معدود في الصحابة ، وله أيضا رواية عن النبي ، وقد نص الإمام أبو حاتم الرازي على أن قتادة لم يلق من أصحاب النبي إلا أنس بن مالك وعبد الله بن سرجس، وذكر البخاري في تاريخه أنه: سمع أنسا وأبا الطفيل، ولم يذكر له من الصحابة غيرهما.

والعذر لمسلم أنه إنما أخرج هذا الحديث بهذا الإسناد في الشواهد ليبين - والله أعلم -، أنه قد روي من غير وجه عن ابن عباس، وإلا فقد أخرجه قبل ذلك من حديث أبي التياح، عن موسى بن سلمة، عن ابن عباس متصلا؛ فثبت اتصاله في الكتاب، «والله الموفق للصواب».

قلت: قد أحسن الرشيد العطار الاعتذار لمسلم في إخراج حديث قتادة هذا، وأزيده بيانا وتوكيدا:

اتفق النقاد على كون قتادة لم يسمع من سنان بن سلمة، منهم: يحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن معين، والعجلي، وابن حبان، وابن عمار الشهيد، والدارقطني، واتفاق النقاد على شيء يكون حجة.

ابتدأ مسلم بحديث عبد الوارث عن أبي التياح عن موسى بن سلمة الهذلي عن ابن عباس، قد سمعه أبو التياح من موسى، وسمعه موسى من ابن عباس، ثم أتبعه بحديث ابن علية عن أبي التياح عن موسى بن سلمة عن ابن عباس، ثم ختم الباب بحديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سنان بن سلمة عن ابن عباس عن ذؤيب، وبذا يظهر جليا: أن مسلما أخرجه في المتابعات، بعد رواية أبي التياح المسلسلة بالسماع، والفائدة من إخراجه: كون الحديث مرويا من طرق عن ابن عباس، ومثل هذا الانقطاع لا يخفى على مسلم، لاسيما وقد اشتهر قول القطان وابن معين بنفي السماع، وعدم الإدراك، ومن المعلوم أنه يحتمل في الشواهد والمتابعات ما لا يحتمل في الأصول، والله أعلم.

ثم إن سنان بن سلمة كان حاضرا لهذه الواقعة، وقد رواها أخوه موسى بن سلمة، وكانا معا في نفس النسك حجا كان أو عمرة، وقد دخلا معا على ابن عباس يسألانه، وقد رواه أبو التياح عن موسى عن ابن عباس بالقصة وفيها ذكر سنان، ورواه قتادة عن سنان عن ابن عباس، بدون ذكر موسى، وقتادة قد سمع من موسى [تاريخ ابن معين للدوري (٣٤٦٢). صحيح مسلم (٦٨٨). فضل الرحيم الودود (١٢/ ٤٥٥/ ١٢٠٠)]، فلا يبعد أن يكون أسقطه قتادة، فلا يضر ذلك حينئذ؛ إذا علمنا الواسطة، وكان ثقة، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>